مفتتحا آخر دورة برلمانية في الفترة التّشريعية التّاسعة..بوغالي:

سنواصل مهامنا بالعزيمة نفسها لإنجـاح معـارك التّغيير

حمزة . م

6 مشاريع قوانين لتعزيز الحوكمة وترسيخ دولة القانون

 اعتبر رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، الفترة التشريعية التاسعة محطّة مفصلية على درب الإنجازات، مبيّنًا أنّ المجلس الشعبي الوطني لعب «دورًا بارزًا في مواكبة الإصلاحات العميقة التي بادر بها رئيس الجمهورية، من خلال الدراسة والمناقشة والتصويت على مشاريع قوانين جوهرية، ساهمت في تعزيز الحوكمة، وترسيخ دولة القانون، كما دعمت الاقتصاد الوطني، وسعت إلى تنويع مصادر دخله، إلى جانب تطوير المنظومة التربوية والجامعية وتحسين الإطار الاجتماعي للمواطن».

 أشرف بوغالي أمس على مراسيم افتتاح الدورة البرلمانية العادية 2025-2026، وفي كلمة ألقاها بالمناسبة أكّد مواصلة العمل بنفس العزيمة في آخر دورة من عمر العهدة التشريعية الحالية، لتعزيز الإصلاحات السياسية والقانونية، وإسماع صوت الجزائر في مختلف المنابر عبر دبلوماسية برلمانية نشطة.
افتتح بوغالي آخر دورة برلمانية عادية للفترة التشريعية التاسعة بتهنئة الوزير الأول سيفي غريب والطاقم الحكومي على نيلهم ثقة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون.
وقال بوغالي: «ونحن نقترب من ختام عهدتنا التي انطلقت قبل أربع سنوات، ونفتتح دورتها الأخيرة، آملين أن يكون رصيدنا من الجهود التي بذلناها شفيعًا حسنًا لدى ناخبينا، الذين حمّلونا مسؤوليات جسيمة، أدركنا حجم التحدي فيها منذ اليوم الأول».
ورغم كونها الدورة البرلمانية الأخيرة، حث رئيس المجلس الشعبي الوطني لأعضاء الغرفة الأولى للبرلمان على مضاعفة العمل بنفس العزيمة والإصرار، تمامًا كما بدأوا، من أجل «أن نترك بصمة أخرى ترسّخ ممارسات وتقاليد برلمانية متقدمة».
وأضاف قائلًا: «فلنكن، كما كنّا منذ البداية، في طليعة قوى التجديد، ولنستمر بنفس الجاهزية، لأنّ معارك التغيير طويلة ومضنية، ولا يقدر على خوضها إلاّ المخلصون».
وأشار إلى التصويت خلال هذه العهدة على مشاريع قوانين شملت مختلف مجالات الحياة، ارتبطت بتحسين الإطار المعيشي للمواطن وصيانة كرامته، وأعادت الاعتبار لهيبة الدولة.
وفي مجال الرّقابة البرلمانية، ذكر المتحدّث ممارسة المجلس دوره الدستوري بكل جدية ومسؤولية، من خلال الأسئلة الشفوية والكتابية التي وجّهها النواب لأعضاء الحكومة، والتي أثارت قضايا ملحّة كانت في صلب انشغالات المواطنين والدولة.
ولفت إلى أنّ اختلاف التوجهات السياسية لم يمنع من تبنّي الأفكار البنّاءة، وتقديم المصلحة العامة على أية اعتبارات أخرى، «وقد ساهم هذا في تحسين جودة القوانين ومضامينها».

محطّات هامّة

 بوغالي نوّه بتزامن افتتاح هذه الدورة البرلمانية مع محطّات هامة شهدتها البلاد، من بينها تنظيم الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الإفريقية، الذي نجح على صعيد التنظيم وعلى صعيد النتائج. وأشار إلى عدم إغفال النجاح الباهر الذي تحقّق من خلال استضافة النسخة الأولى من الألعاب المدرسية الإفريقية، والتي تميزت الجزائر فيها تنظيمًا وتصدّرًا.
وبشأن الدخول الاجتماعي الوشيك، تحدّث بوغالي عن الرهانات والتطلعات المتجدّدة معه، وفي مقدمتها ملفا المدرسة والجامعة، باعتبارهما المحور الأساس لبناء أجيال المستقبل.
وفي السياق ذاته، تطرّق رئيس المجلس الشعبي الوطني إلى أهمية الاعتناء بالشباب باعتبارهم أقوى أسلحة الجزائر في مواجهة التحديات، لافتًا إلى أن «بلادنا تملك رصيدًا بشريًا كبيرًا تُحسد عليه. ومن واجبنا استثمار هذه الطاقات».

الدّبلوماسية البرلمانية

 بوغالي جدّد التأكيد على السياق الإقليمي والدولي الذي يفرض «تفعيل الدبلوماسية البرلمانية كأداة داعمة للدبلوماسية الوطنية، تقوم على مبادئ الجزائر الثابتة في السلم وعدم الانحياز واحترام الشرعية الدولية».
وبخصوص القضية الفلسطينية، جدّد الالتزام بالعمل بكل السبل ولا سيما في إطار «رئاستها للاتحاد البرلماني العربي للسنة الثانية على التوالي، على دعم جهود بلادنا بقيادة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، ومساندة حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
وسجّل بإيجابية التصويت الواسع في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أيّدت 142 دولة إعلانًا يكرّس حلّ الدولتين كخيار عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وهو ما يعكس الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي في إحقاق الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال.
وجدّد التأكيد على التمسك بالشرعية الدولية في قضية الصحراء الغربية، والدعوة المستمرة لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره، وقال: «سنواصل بكل ما أوتينا من قوّة حشد الدعم البرلماني الدولي لتكريس هذا المبدأ».
في المقابل، وأمام التحديات التي تواجه البلاد، حثّ بوغالي على حتمية رص الصفوف وتقوية الجبهة الداخلية وتمتين اللحمة الوطنية.
ودعا إلى تثبيت التلاحم بين القوى الوطنية ومكونات شعبنا ونخبنا السياسية والثقافية، وفواعلنا الاجتماعية، ومؤسسات الجمهورية وفي مقدمتها مؤسسة الجيش الوطني الشعبي وكل أسلاك الأمن، والعمل على مواصلة هذا التلاحم الأسطوري بين الشعب وجيشه، «هذا الجيش الذي تشرّب عقيدة السلف النابعة من الروح الوطنية عبر مراحل مقاومتنا الشعبية والحركة الوطنية وصولًا إلى ثورتنا المظفرة».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19876

العدد 19876

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19875

العدد 19875

الأحد 14 سبتمبر 2025
العدد 19874

العدد 19874

السبت 13 سبتمبر 2025
العدد 19872

العدد 19872

الأربعاء 10 سبتمبر 2025