وسائـل تربويــة رقميـة وتكنولوجيـة في خدمـة المعنيــين
شهد، الموسم الدراسي 2025 ـ 2026 إدماج تسعة أطفال من فئة القوقعة السمعية في مقاعد الدراسة بالطور الابتدائي، في مبادرة إنسانية وتربوية متميزة، تعكس الوعي المتزايد بحقوق الفئات الهشة، وهذه الخطوة النوعية جاءت ثمرة لتضافر جهود الجمعية الولائية لأصدقاء المريض بسكيكدة، من أجل تمكين الأطفال المعنيين من حقهم الطبيعي والدستوري في التعليم.
لقيت المبادرة تجاوبا من قبل مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن، التي تعاطت مع الملف بجدية وحرص، حيث عملت بالتنسيق مع قطاع التربية الوطنية على توفير الأقسام والموارد اللازمة لاحتضان هؤلاء الأطفال، حيث تمّ فتح قسمين خاصين بأطفال القوقعة السمعية، الأول في المدرسة الابتدائية “الإرشاد” بوسط المدينة، والثاني ببلدية صالح بوالشعور، وذلك استنادًا إلى معطيات تتعلق بمكان إقامة الأولياء، في خطوة تعكس حرص الجهات المعنية على تقريب الخدمة وتحقيق مبدأ الإنصاف الجغرافي والاجتماعي.
وعبّر، الأولياء عن سعادتهم الكبيرة بهذا الإنجاز، الذي طالما انتظروها فالتحاق أبنائهم بالمدرسة لم يكن فقط مسألة تعليم، بل هو اعتراف بحقهم في الوجود، والمشاركة، والتعلّم في بيئة تراعي خصوصيتهم، وأشاد الأولياء بالدور الكبير الذي قامت به الجمعية، إلى جانب السلطات المحلية، داعين إلى استمرار دعم هذه الفئة، خاصة من حيث توفير التأطير التربوي المتخصص، والمرافقة النفسية داخل الأقسام.
وينتظر أن يشهد المشروع في الأيام القليلة المقبلة افتتاح قسم خاص بأطفال القوقعة في المرحلة التحضيرية، في خطوة تكمّل المسار، وتمنح للتلاميذ الصغار فرصة الاندماج منذ السنوات الأولى من مشوارهم الدراسي، ضمن بيئة بيداغوجية مدروسة.
كما يرتقب أن يتم تعزيز هذه الأقسام بوسائل تعليمية رقمية وتكنولوجية تتماشى مع طبيعة الإعاقة السمعية، إضافة إلى تكوين مستمر للمؤطرين التربويين، بما يضمن جودة التعلّم واستدامة التمدرس.
... وإطـلاق مبـادرة تضامنيـة لتوزيــع الكتـب المدرسيــة
أطلقت، جمعية أصدقاء المريض بسكيكدة، على مستوى المجمع الخدماتي لخدمات الكتب المدرسية، مبادرة اجتماعية إنسانية تهدف إلى دعم التلاميذ وتمكينهم من دخول مدرسي مريح، وذلك من خلال توزيع الكتب المدرسية على عدد من العائلات المنخرطة، بالإضافة إلى عائلات أخرى تعاني من نقص في بعض الكتب.
وقد استفادت، في اليوم الأول من هذه المبادرة، 27 عائلة تمّ تزويدها بالكتب الكاملة لأبنائها المتمدرسين، في جو طغت عليه روح التضامن والتكافل الاجتماعي، وسط إشادة واسعة من الحضور بمثل هذه المبادرات التي تعيد الأمل وتخفّف العبء عن كاهل الأسر المحدودة الدخل.
وتأتي هذه الخطوة في إطار البرامج التضامنية الدورية التي دأبت الجمعية على تنظيمها سنوياً، مع اقتراب الدخول الاجتماعي، تأكيداً منها على التزامها الاجتماعي، وحرصها الدائم على مرافقة الأسر المحتاجة، وتسهيل ظروف تمدرس أبنائهم، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها شريحة واسعة من المواطنين.
وأكدت، الجمعية، أنها تسعى إلى توسيع نطاق الاستفادة خلال الأيام المقبلة لتشمل أكبر عدد ممكن من العائلات، وفقًا للإمكانيات المتوفرة، داعية كل من يحتاج إلى الكتب المدرسية إلى التوجه مباشرة إلى مقر الجمعية لتسجيل أبنائه والاستفادة من العملية.
وفي ذات السياق، وجهت الجمعية نداء إلى المحسنين وكل من يرغب في المساهمة، سواء بتقديم الكتب المدرسية المستعملة أو الجديدة، أو بالدعم المادي والمعنوي، من أجل مواصلة هذه المبادرة الخيرة وضمان استمراريتها.
كما شكرت الجمعية كل من ساهم في إنجاح هذه المبادرة، من قريب أو بعيد، مشيدة بروح التضامن التي أظهرها المواطنون في الاستجابة لنداء الجمعية، وهو ما يعكس، بحسبها، عمق القيم المجتمعية الأصيلة التي يتميز بها المجتمع الجزائري.
تجدر الإشارة إلى أن جمعية أصدقاء المريض تعد من الجمعيات النشطة بولاية سكيكدة، حيث تنشط على مدار السنة في عدد من المبادرات ذات الطابع الإنساني والاجتماعي، منها ما يتعلق بالصحة والتوعية، ومنها ما يتقاطع مع الشأن التربوي، خاصة في المحطات المفصلية مثل الدخول المدرسي أو المناسبات الوطنية والدينية.