ممثلـة اليونسيـف: الجزائـر من الدول السبّاقــة في مجــال مرافقـة الطفولــة
دور محوري يؤديــه الصحفــي في ترسيـخ ثقافـة حقــوق الطفولــة
أشرف وزير الاتصال زهير بوعمامة، أول أمس الخميس، على أشغال ورشة تكوينية لفائدة وسائل الإعلام الوطنية، حول “دور الإعلام في حماية حقوق الطفل”، نظمتها وزارة الاتصال بالتنسيق مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة بالجزائر، فيما نشطها الخبير الدولي ممثل اليونيسيف باليونان الدكتور غسان خليل.
أكد وزير الاتصال أن الدورة التكوينية فرصة للإعلاميين تمكنهم من اكتساب مهارات قانونية وإعلامية للتعامل مع هذه الفئة الهشة من المجتمع، بعيدا عن الإساءة إليها خاصة مع تواجد فضاء رقمي مفتوح على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو ما يسمح أيضا بتعزيز حقوق الطفل وحمايتها في المجتمع.
واعتبر بوعمامة التعامل الإعلامي مع الطفولة يتطلب مرافقة جهود الدولة لحماية حقوق الطفل، حيث تحظى هذه الفئة برعاية خاصة من طرف الدولة الجزائرية، وشكلت حماية حقوق الطفل في الصحة والنماء وتقوية قدرته في المشاركة الفعالة أولوية وطنية، مذكرا أن مصادقة الجزائر على اتفاقية حماية حقوق الطفولة في 1992 جعلها من الدول السباقة في هذا المجال.
وأوضح أن الجزائر دعمت هذه الخطوة بتكييف قوانينها الوطنية لتتوافق معها مثل قانون حماية الطفل لسنة 2015، أين تم إنشاء المفوضية الوطنية لحماية حقوق الطفل في نفس السنة، بالإضافة إلى إدراج مبدأ المصلحة العليا للطفل في دستورها، وكذا وضع استراتيجيات وطنية لتعزيز حقوق الطفل والوقاية من انتهاكاتها.
وفي كلمتها، ثمنت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في الجزائر كاترينا جوهانسون بجهود الجزائر المبذولة لحماية وتعزيز حقوق الطفل، حيث كانت من الدول السباقة للمصادقة على اتفاقية حماية حقوق الطفل في 1992، بالإضافة الى أنها مؤخرا ساهمت في تعزيز التربية الصحية للطفل تزامنا مع الدخول المدرسي من أجل تنشئة اجتماعية سليمة، داعية في الوقت نفسه الى تعزيز آفاق الشراكة بأسس ملموسة في الواقع لحماية حقوقه بهدف توحيد الجهود لحاضر ومستقبل أحسن للطفل، معتبرة ان الاعلام جزء محوري وأساسي لبلوغ الأهداف المرجوة.
فيما أكد الخبير الدولي ممثل اليونيسيف باليونان الدكتور غسان خليل، خلال تنشيطه الدورة التكوينية، ان الهدف الأول من الدورة هو بناء القدرات الصحفية لمعالجة الاخبار المتعلقة بالطفل، كاشفا ان الاستثمار في الطفولة المبكرة هو الطريق الأنجع لتحقيق التنمية المستدامة، مُبينا ان الاتفاقية وبعد مصادقة الجزائر عليها في 1992، أصبحت جزء لا يتجزأ من تشريعها الوطني، ولاحظ الدكتور ان الجزائر كما الدول المتقدمة الاتفاقية تعلو في المرتبة القانونية على القانون المحلي.
وأبرز خليل ان أهمية المادة 17 من الاتفاقية لأنها تضمن حق الطفل في الحصول على المعلومات لكنها في الوقت نفسه تحفظ حقه في الحماية من المعلومات المسيئة، أما المادة 05 من الاتفاقية والتي تضمن حق الأهل في التوجيه الاسري، لترسيخ تربية بدون عنف، وهنا -بحسبه-يأتي دور الاعلام في نشر ثقافة التأديب الإيجابي.
ونبّه الخبير الدولي ان عمل الإعلامي في تعامله مع الخبر المتعلق بالطفل يرتكز على نهج حقوق الطفل، ففي مثل هذه الاخبار لا يشكل السبق الصحفي هدفا رئيسيا، بل يكون خدمة الطفولة الهدف الأسمى.وحتى يقوم الإعلامي بهذه المهمة، يقول المتحدث، لا بد له من ان يكون متمكنا من حقوق الطفل لا سيما المبادئ الأربعة لحقوق الطفل المتمثلة في عدم التمييز، المصلحة الفضلى للطفل، الحق في النمو ومبدأ المشاركة.