أكد المشاركون في فعاليات اليوم الدراسي التحسيسي حول مخاطر المخدرات في الوسط المهني، الذي نظمته وكالة باتنة للصندوق الوطني للتأمينات الإجتماعية للعمال الأجراء، على أهمية التعاون والتنسيق بين جميع القطاعات بما فيها الأسرة والمسجد والمدرسة، للحد من هذه الآفة الإجتماعية الخطيرة التي أصبحت تنخر مجتمعنا بعدما امتدت مخاطرها وتداعياتها إلى الوسط المهني في مختلف المرافق العمومية والخاصة.
اليوم الدراسي، حسب خلية الإصغاء الاجتماعي الإعلام والاتصال، يهدف إلى رفع الوعي وتحسيس العمال وأرباب العمل بأخطار المخدرات، يندرج ضمن تجسيد الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات والادمان عليها، وجاء تطبيقا لتعليمات المديرية العامة حول الحد من ظاهرة تعاطي المخدرات والوقاية منها بالوسط المهني، وهو استكمال للأبواب المفتوحة التي باشرتها الوكالة منذ مطلع العام الجاري في مختلف الفضاءات العمومية من ثانويات وجامعات وبلديات ومراكز التكوين المهني، وغيرها من الأوساط للتوعية بخطورة ظاهرة الإدمانو وما يترتب عليها من تبعات قد يغفل عنها العامل، وقد تتسبب له في بعض المشاكل.
وقد شهد هذا اليوم مداخلات لمختلف الفاعلين في المجال من أطباء، ممثلي المصالح الأمنية وممثلي المجتمع المدني، وبعض المهنيين تحت عنوان “الضمان الاجتماعي يرافقكم لوقايتكم من مخاطر المخدرات”، حيث أكد مدير الوكالة غراب عمار على أهمية تنظيم مثل هذه الفعاليات لما لها من دور كبير في التحسيس بخطورة هذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا، بعد أن وصلت للأوساط المهنية، ما يشكّل تهديدا على العامل والمؤسسة المُستخدمة.
وأشار غراب في كلمته إلى أنّ التحسيس بهذه المخاطر يندرج ضمن التدابير التي تقوم بها وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي بهدف تحسين مختلف الظروف المهنية للعامل من أجل تحسين المردود المهني، والتخفيف من أعباء صندوق الضمان الاجتماعي للعمال الأجراء، مضيفا أن مواجهة هذه الظاهرة يتطلب تضافر جهود الجميع من هيئات وأولياء وأرباب عمل والمسجد وغيرهم من الفواعل.
وأشار بعض المتدخلين من أطباء وأخصائيين نفسانيين إلى أن المخدرات تعتبر تهديدا للفرد والمجتمع على حد سواء، وتؤثر بالتالي على قدرة العامل والمؤسسة من حيث الغيابات المتكررة وفقدان القدرة والسيطرة على النفس في مكان العمل، وهو ما يزيد من الحوادث المهنية وتداعياتها الخطيرة، دون الحديث عن الآثار السلبية لتعاطي المخدرات عامة، وفي الوسط المهني خاصة، على غرار مختلف المخاطر الصحية والشخصية والاجتماعية.