خلال ورشة عمل، تمّ إطلاق المرحلة الثانية من المشروع المشترك بين صندوق الأمم المتحدة للسكان ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة المعنون “ دعم جهود الجزائر لمكافحة العنف ضدّ النساء والفتيات”، بمساهمة سفارة هولندا بالجزائر، وبالتنسيق مع مختلف القطاعات المعنية بالمشروع، وقد نوّه المتدخّلون، نهاية الأسبوع، بفندق “ميركور”، بتجربة الجزائر في مكافحة العنف ضدّ المرأة.
في تدخّلها، أكّدت ممثلة وزارة الخارجية والجالية الوطنية في الخارج حبيبة خرور أنّ رئيس الجمهورية يولي مكافحة العنف ضدّ المرأة والفتيات أهمية بالغة بما فيه حمايتهنّ ومساندتهنّ، إلى جانب تمكين المرأة وترقيتها في مختلف الميادين، وعملا بذلك وتكريسا لالتزامات الجزائر الدولية في هذا المجال، تشارك الجزائر في الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة، لا سيما اللجنة الثالثة التي تُعنى بالحقوق الاجتماعية بما فيها دراسة اللائحة التي تخصّ الفتيات والمرأة ومحاربة العنف ضدّ المرأة بكلّ أشكاله وفي كلّ مكان.
وذكّرت خرور ببعض إنجازات ومكاسب المراة الجزائرية، حيث اعتبرت مصادقة الجزائر على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضدّ المرأة في سنة 1996، وما جاء به دستور 2020 ضمانا لحقوقها في مختلف المجالات، لا سيما المادة 40 التي تدعو إلى حماية المراة من كلّ أشكال العنف وتشجيع ولوجها لعالم الشغل وانخراطها في الحركية الاقتصادية، مشيرة إلى أنّ الجزائر اعتمدت مؤخرا في 2023 أول خطة عمل لتفعيل قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325، مبرزة مكانة المرأة في السلم والأمن الدوليين ودورها في إحلال السلم في كلّ مكان وفي جميع الأوقات وفي كلّ الظروف، وكذا ضمان حمايتها من كافة أشكال العنف والتمييز.
في السياق ذاته، عبّرت سفيرة هولندا بالجزائر آن اليزابيث لوويما عن أهمية المشروع لدعم جهود الجزائر لمكافحة العنف ضدّ النساء والفتيات، وكشفت أنّ الإحصائيات العالمية لسنة 2024، سجّلت قتل امرأة كلّ 11 دقيقة في العالم، موضّحة أنّه غالبا ما يكون القاتل زوجا أو أحد أفراد عائلة الضحية، لذلك سيتمّ التركيز-حسبها-هذه السنة على قضية “قتل النساء” على اعتبار أنّها من أهمّ القضايا التي تستدعي تكثيف الجهود العالمية للحدّ منها.
وفي كلمتها، قالت سفيرة هولندا بالجزائر أنّ العنف ضدّ المراة والفتيات انتهاك أساسي لحقوق الإنسان، ويرتبط مكافحة العنف ضدّ المرأة والفتيات بتواريخ مفتاح، مثل 25 نوفمبر اليوم العالمي لمكافحة العنف ضدّ المرأة والفتيات، و«حملة اتحدوا!” الأممية التي هي 16 يومًا من النشاط لمناهضة العنف ضدّ المرأة والفتاة، ابتداء من 25 نوفمبر، مرورا بالأول من ديسمبر اليوم العالمي للإيدز وانتهاء بيوم 10 ديسمبر اليوم العالمي لحقوق الإنسان، وهو فرصة ثمينة –حسب قولها- لتحسيس الشباب بالمساواة في الحقوق والقضاء على العنف الممارس ضدّ النساء.
وشرحت المتحدّثة أنّ ظاهرة العنف ضدّ النساء والفتيات ظاهرة عالمية تمسّ جميع دول العالم، لذلك من الأهمية بما كان تعزيز آليات التكفّل بالنساء المعنّفات، ابتداء من الهيئات المعنية بذلك، كمراكز الشرطة التي تستقبل النساء المعنّفات الراغبات في إيداع شكوى ضدّ مُعَنِّفِها، مراكز الإيواء والاستقبال، وحتى المراكز الصحّية والنّفسية.