فقدت الأسرة الثورية والساحة الثقافية على السواء صبيحة أول أمس، أحد فحول الشعر الشعبي بولاية الجلفة، المجاهد “يحي بن المسعود بختي المعروف” بـ«يحي الحاج “، الذي وافته المنية عن عمر ناهز 85 سنة بعد مرض عضال ألزمه الفراش.
الراحل حسب موقع أخبار الجلفة الالكتروني “من مواليد سنة 1931 بسيدي بايزيد بولاية الجلفة، تعلم وحفظ نصف القرآن الكريم بحد الصحاري في الفترة ما بين 1936 و1943 على يد شيوخ من بني عشيرته أمثال الشيخ محمد بن يحيى بن علي وأبوبكر بن عمر مسروقي، تخرج بدبلوم بناء بمدرسة التكوين المهني بالعفرون، كما التحق بالكشافة الإسلامية الجزائرية”.
وعرف يحي بختي بوطنيته الفظة وغيرته على وطنه المغتصبة سيادته من قبل الاستعمار الفرنسي، حيت سجل تاريخ النضال اسمه وبطولاته وشجاعته، مند سنة 1955 حيث عقد يقول ذات المصدر”اجتماعا مع زملائه من أجل شراء الأسلحة واتصل لهذا الغرض بالمناضل “عمور عمر” بالمليليحة، أما سنة 1956 فقد اتصل بقادة الثورة بالمنطقة، وعمل تحت قيادة كل من الشيخ زيان عاشور والرائد عمر إدريس، وكلف بمسؤولية الاتصال بين الولايتين التاريخيتين الخامسة والسادسة، اتجه في سبتمبر 1957 رفقة مجموعة من المجاهدين تحت قيادة عمر إدريس إلى المغرب الأقصى لجلب السلاح...
وشارك في بعض العمليات ضد خائن الثورة “محمد بلونيس” ...
وبعد الاستقلال شغل الحاج يحي عدة مناصب ذات مسوؤلية، وقد تم لثلاث عهدات متتالية بالمجلس البلدي لحد الصحاري، وكان أيضا مسؤولا في حزب جبهة التحرير الوطني بعين وسارة إلى أن قدم استقالته لظروف قاهرة... في سنة 1971، إذ هاجر إلى فرنسا وهناك أصدر قصيدته الشهيرة والمسماة بالإلياذة الشعبية.
وتعود بدايات الراحل وولوجه وعمره لا يتجاوز السابعة عشر..، وقد لقب بشاعر أولاد نايل وكذا “بالشاعر الفحل”، وكانت له مشاركات في عدة مهرجانات، و«حصد خلالها العديد من الجوائز في عدة مناسبات، وتم دراسة أشعاره من طرف الطلبة الباحثين لنيل شهادات الماجستير والدكتوراه من مختلف الجامعات الجزائرية..وقد امتازت دواوينه بكثرة القصائد وتعدد الأغراض الشعرية في الغزل والمدح والهجاء والرثاء والشعر الوطني’’...
ونظم الراحل صاحب قصيدة “سجل يا تاريخ” -الذي غنى له الراحل خليفي احمد بعض أعماله، هذا وقد “قد كرم بالجلفة في 2008 من طرف الرابطة الوطنية للشعر الشعبي إلى جانب تكريمه في سنة 2015 من طرف مديرية المجاهدين بالولاية”.
وقد وري الفقيد الثرى عصر الخميس بمسقط رأسه بسيدي بايزيد بالجلفة.