مهرجان عنابة في عيون أبنائها

أفلام تستهوي جمهور السينما وأخرى تثير حفيظتهم

عنابة: هدى - ب.

يستقطب مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي العديد من العائلات العنابية، حيث يشهد يوميا توافدا كبيرا لمختلف الفئات المتعطشين للفن السابع الذي يكاد يغيب عن أبناء بونة، خصوصا بتواجد مختلف القاعات السينمائية مغلقة، وهي اليوم بحاجة لترميم وتأهيل وإعادة فتحها أمام الجمهور، وعدم الاكتفاء بالتظاهرات السنوية.
مكّن المهرجان الجمهور العنابي من اكتشاف سينما البحر المتوسط، حيث وقف عند الأفلام الجزائرية والتي عرضت لأول مرة، إلى جانب الاسبانية والفرنسية، والشيلية واللبنانية والمصرية والسورية.. وقد شدّت أغلبها الانتباه واستمتع المتفرجون بعروضها، في حين أثارت أفلام أخرى حفيظة العنابيين بسبب بعض العروض التي حملت مقاطع دخيلة عن عادات الجزائريين.
وفي هذا الصدد، أكدت الطالبة «مريم - ع.» أن مهرجان عنابة فرصة لاكتشاف سينما دول المتوسط، مشيرة أنها شاهدت الأفلام الخاصة بالدول العربية على وجه الخصوص، على غرار «مدام كوراج»، لمرزاق علواش، والمطلوبون 18 الفلسطيني، كما شاهدت تقول فيلم «الطاكسي المخفي» و»دورية نحو الشرق» لعمار العسكري.. وأشارت (سليمة - ك.) طالبة في الإعلام، إلى أن المهرجان هو فرصة لاستعادة بونة مكانتها السينمائية، بعدما تم غلق القاعات وتحويل البعض منها إلى مهن أخرى، مضيفة بأن التظاهرة فرصة لإحياء الفن الجزائري على وجه الخصوص.
وبالمقابل أكدت أمينة منصوري ربة بيت أنها جاءت للاستمتاع بالأفلام السينمائية ـ إلا أنها تقول ـ أخطأت التقدير حين اختارت مشاهدة الفيلم الفرنسي «أتمنى أن تحبني بجنون» حيث لم تكن تتوقع مشاهدة لقطات خارجة عن تقاليدنا، خصوصا وأنه يعرض في الجزائر، ما تسبب في مغادرة أغلب المشاهدين القاعة مستائين من ذلك، خصوصا وأن المهرجان يستقطب العائلات على وجه الخصوص، وهو ما ذهبت إليه نسرين صادق، قائلة بأنها تفاجأت بهذا الفيلم، وقد شاهدته مع صديقاتها ظنا منها أنه قد مر على مقص الرقابة، قبل بثه في قاعات السينما الجزائرية، مؤكدة بأنه من غير المعقول أن تمر هفوة مثل هذه في الجزائر، المعروفة بتحفظها في مثل هذه الأمور.
المهرجان استقطب حتى العجائز، فقد صادفتنا امرأة قالت إنها تبلغ 70 سنة من العمر، وقد جاءت رفقة ابنتها إلى قصر الثقافة محمد بوضياف، لمشاهدة فيلم «الطاكسي المخفي» الذي تحب مشاهدته كثيرا، كما توّد مشاهدة فيلم «دورية نحو الشرق» للمخرج الكبير عمار العسكري، مؤكدة أنها لا تستهويها بتاتا الأفلام الأجنبية، وتهوى الأعمال الجزائرية فقط، متأسفة لاكتفاء المنظمين بعرض أفلام قليلة عن الجزائر، متمنية إعطاء الفرصة أكثر للإنتاج الوطني.
أما محمد السعيد، وهو أستاذ ثانوي، فقد ثمن هذه المبادرة، والتي اعتبرها بادرة متميزة لعودة السينما إلى بونة، التي كانت حافلة في سنوات الثمانينيات بمختلف العروض التي كانت تقدم في مختلف قاعات السينما قبل غلقها، وترك عشاق السينما يتشوقون لمقاعدها، متمنيا إعادة ترميمها في القريب العاجل وفتحها أمام جمهور عنابة، والتكثيف من التظاهرات الثقافية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024