على الرغم من الإقبال الكبير على مسرح عز الدين مجوبي لمشاهدة فيلم “المطلوبون 18”، واكتشاف الفن السابع العربي ومن ورائه السينما الفلسطينية، فضل آخرون اكتشاف السينما الجزائرية والوقوف على أحدث الأعمال الفنية بمشاهدة فيلم “العقيد لطفي” الذي تزامن عرضه بقصر الثقافة محمد بوضياف في نفس توقيت فيلم “المطلوبون 18”.
فبمجرد انتهاء الفيلم الفلسطيني الذي دام 80 دقيقة، توجهنا مباشرة نحو قصر الثقافة، الذي لا يبعد كثيرا عن المسرح الجهوي، حيث صادفنا جمهورا معتبرا، وإن لم يكن بعدد جمهور “عز الدين مجوبي” إلا أنه اختار أن يقف عند تاريخ الثورة التحريرية المجيدة وأحد شهدائها “العقيد لطفي”، وهو أخر أعمال المخرج الجزائري أحمد راشدي، ومن إنتاج وزارة المجاهدين، حيث اختار القائمون على التظاهرة عرضه كتكريم لمخرجه، الذي يسعى لتسليط الضوء عبر أعماله الفنية على شهداء الجزائر، على غرار كريم بلقاسم، مصطفى بن بولعيد والعقيد لطفي.
الفيلم ـ وحسب ما التمسناه من حديثهم ـ أثار إعجاب جمهور قصر الثقافة، والذين اعتبروه مختلفا عن العروض التي تم انتقاؤها لإحياء مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، حيث رحل بالجمهور إلى زمن الثورة التحريرية ونضال أبنائها واستشهادهم في سبيل تحرير الوطن.
فقد كشف الفيلم لأبناء بونة عن مسار المناضل بن علي بودغان أو العقيد لطفي، الذي ينحدر من تلمسان والتحق بالثورة في سن 21 بالولاية التاريخية الخامسة، واختير له الاسم الثوري ابراهيم ليبدأ من هناك مساره الثوري العريق إلا غاية سقطوطه في ميدان الشرف، في 27 مارس 1960 ببشار وعمره لا يتجاوز 26 سنة.
للإشارة تتواصل العروض السينمائية بقصر الثقافة محمد بوضياف إلى غاية 09 ديسمبر الجاري، حيث سيتم تقديم عدد من الأفلام السينمائية العربية والجزائرية، في إطار تكريم مخرجيها وفنانيها، على غرار فيلم “السيد ابراهيم وورود القرآن” بطولة عمر الشريف، “دورية نحو الشرق” لعمار العسكري، و«المصير” بطولة الفنان نور الشريف.
