حملت رسالة أخلاقيـة وجسدت مخـاوف حواء مـن أطماع الرجـال والعنوسـة

العرض الأول لمسرحية «عندما يغيب القمر» بالمسـرح الجهـوي لسيـدي بلعبـاس

سيدي بلعباس: غنية شعدو

عاش مساء أول أمس، محبو الفن الرابع أوقاتا مميزة بعد حضورهم العرض الأول لمسرحية «عندما يغيب القمر» بالمسرح الجهوي لولاية سيدي بلعباس، من تقديم فرقة الخشبة الذهبية للمسرح الجامعي بالإشتراك مع تعاونية الحلقة للثقافة والفنون. المسرحية تدخل في إطار ما يسمى بالمسرح الهزلي، أين حاول فريق العمل المشترك تجسيد معاناة فئة لا يستهان بها من الفتيات وتقديم رسالة ذات بعد أخلاقي وإنساني بالدرجة الأولى من خلال معالجة ظاهرتين اجتماعيتين مترابطتين إلى حد بعيد كظاهرة العنوسة وظاهرة أطماع الرجال تلاعبهم بمشاعر الفتيات.
يحكي العرض قصة موظفة تسمى حنان تدخل في علاقة غرامية مع شاب يدعى عثمان يستغل حبها  ليحقق أغراض مادية له ويستنفذ كل إمكانياتها حيث يدفعها شغفها الشديد به إلى تحقيق أمنيته وشراء سيارة له، لكن هذا الحب والشغف سرعان ما يتحول إلى كره وإنتقام بمجرد إخبارها بتقدمه لخطبته لفتاة أخرى، أين تقرر اقتحام مسكنه على هيئة سارق لإستعادة ما يمكن إستعادته من مجوهرات وغيرها ،ولدى ولوجها بيت عثمان وهي ملثمة الوجه تصادف فتاة تظنها الخطيبة لكن في الواقع هي شريفة أخت عثمان الفتاة المحتشمة والعفيفة والتي هددها شبح العنوسة وأدخلها في رحلة متواصلة للبحث عن فارس أحلامها، تتواجد بمفردها داخل المنزل بعد أن غادر عثمان ووالدها إلى منزل الخطيبة لإستكمال تحضيرات الزواج ،وهنا يقع حوار بين شريفة وحنان اللص المزيف ،أين تتحول مشاعر الخوف من اللص إلى محاولة لإستمالته والتقرب منه عساه يكون الزوج المستقبلي بعد أن تروي له أحلامها في إيجاد فارس الأحلام وتكوين أسرة سعيدة، لتتفاجأ بأن اللص ماهو إلا فتاة تعيش نفس معاناتها أو أكثر وقعت ضحية لإستهتار وتلاعب أخيها عثمان الذي منحته كل حبها ومالها بنية إكمال مشوار الحياة معه، لتعتذر حنان لشريفة عن إقتحام مسكنهم وتحاول المغادرة في صمت وندم لكن شريفة تمنعها وتقرر مساعدتها في فضح الأخ المتلاعب، وهنا يترك للجمهور توقع ما يحدث في نهاية مفتوحة على كل الإحتمالات .
وعن المغزى الحقيقي للعرض، قال غالم بوعجاج مخرج المسرحية أنه حمل نموذجين متناقضين الأول لفتاة متحررة وأخرى محافظة لكنهما تجتمعان في نقطة واحدة وهي الحلم بتكوين أسرة وإيجاد الزوج المناسب، مع مقاربة لظاهرة العنوسة وطمع بعض الرجال، فالرسالة أخلاقية بامتياز تدعو كل فتاة للتمسك بمبادئها وعدم الإنسياق وراء مشاعرها لتجنب سقوطها بين أيدي الإستغلاليين، العمل المسرحي مقتبس من نص «القناع» لكاتبه الأصلي ممدوح عدوان، حيث تم الإقتباس وفق ما يتماشى ومبادئ المجتمع، ومن جهته إدريس قرقوة الذي قام بالمعالجة الدرامية للمسرحية، قال أن النهاية المفتوحة للمسرحية تدفع المتلقي إلى طرح عديد الأسئلة والبحث في آن واحد عن أجوبتها والتي تنصب غالبا في فهم حواء والإهتمام بمشاعرها، ويذكر أن دور البطولة كان لكل من الممثلة جالوت شهرة في دور حنان، راشدة مراح في دور شريفة وبلعباسي عبد الغني في دور عثمان.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024