أشرف الأديب الجزائري الدكتور واسيني الأعرج، على الدورة السابعة من برنامج «الندوة» الذي تنظمه إدارة الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»، التي اختتمت أمس الثلاثاء في أبوظبي. وجاء هذا البرنامج ليشكل فرصة للكتاب من أجل التفرغ للكتابة في «مكان منعزل وملهم»، بحيث يحرر الكتاب نصوصهم القديمة أو يكتبون نصوصا جديدة، ويناقشونها مع أصحاب الحرفة نفسها.
وشارك في «الندوة» كل من التونسية خيرية بوبطان، المغربي عبد السميع بن صابر، البحرينية منيرة سوار، الإماراتية ريم الكمالي، والكويتية هديل الحساوي.
وعن هذه المبادرة قال الروائي واسيني الأعرج للصحافة المحلية: «تلخص عملنا الأساسي بالاطلاع على الأعمال المنتَجة من طرف الكتاب الشباب، قبل أكثر من شهر من التحاقي بالورشة». وأضاف: «كونت صورة شبه واضحة عن المقبولين في «الندوة» وتعرفت عن قرب على الحاجات الأساسية في كتاباتهم الروائية التي تبدأ من اختيار الموضوعات، ودقة التعامل معها».
كما وأوضح أن التعامل كان تشريحيا من حيث فعل الكتابة، من منطلق النصوص ذاتها، بما يوفر احترام خصوصية الكاتب وموهبته وإبداعه. وأشار إلى أن النتيجة، تهدف للخروج من التسطيحات والسهولة. واعتبر بأن العمل كان «على تقنيات الكتابة الروائية وخياراتها».
وعبّر الأعرج عن رأيه في مثل هذه الورشات بالقول إن إقامتها «مهمة جدا في التوجيه، والتصحيح، والتنقيح، وفتح أبواب جديدة في الكتابة الروائية». وأردف قائلا: «اتضح لي خلال «الندوة» أربعة أنواع من الكتابة كخيارات إبداعية للكاتب: التاريخية والأسطورية والرمزية التجريدية والاجتماعية.. وهي تنوعات فنية أثبت أصحابها، أنهم يمتلكون قدرات عالية تجعلني أقول اليوم بثقة، إنه سيخرج من هذه التجارب شيء مميز»، وخلص إلى أن هذه الورشة تظل في النهاية مساحة مفتوحة لقياس ما نكتب أمام الآخرين، وأمام المشرف.
وأجمع الكتاب المشاركون على القيمة الثابتة التي يقدمها واسيني الأعرج لهذه الورشات، وهو ما أكدته الكويتية هديل الحساوي، حينما أشارت إلى خصوصية «الندوة» بإشراف الأعرج، فـ»وجود روائي يملك هذا المنجز الكتابي والثقافي الضخم، لابد أن يضيف لخبرة المشاركين خصوصا على المستوى التقني للكتابة ومراحل الكتابة والملاحظات القيمة حول النصوص».
وتمحورت الورشة على عامل الوقت، المتجسد في التحدي الزمني بإنتاج مسودات أولى من النصوص والاستماع للآخرين وشرح الأفكار كانت تضيف الكثير من جوانب الاستنارة المكثفة، كما طلب من المشاركين وضع مخطط أو هيكل مبدئي من ثلاثة آلاف كلمة للرواية التي سيتم الاشتغال عليها في الورشة.