يوم مهني بين ناشري الجزائر وفرنسا

تأكيد على العلاقة القوية بين الكتاب والاقتصاد

قصر المعارض: أسامة إفراح

عرف أول أيام “سيلا” يوما مهنيا بين ناشري الجزائر وضيف التظاهرة فرنسا، افتتح مداخلاته كل من جون غي بوان، مدير عام المكتب الدولي للنشر الفرنسي، وحسن بن ضيف، المدير العام للمركز الوطني للنشر بالجزائر. وأعطى المداخلان عرض حال لقطاع الكتاب بالبلدين، فيما تطرق المداخلون الآخرون إلى النشر والكتاب الشباب، النشر في ميدان العلوم الإنسانية والاجتماعية، وآفاق التعاون والشراكة بين البلدين.

وأعطى جون غي بوان نظرة عن صناعة الكتاب في فرنسا، مدعما عرضه بأرقام وبيانات تظهر المجالات التي تستحوذ أكثر على اهتمام القراء والناشرين، وعلى آثار مختلف السياسات المطبقة في مجال الكتاب بفرنسا.
وقال بوان، إن الكتاب المدرسي يستحوذ على حصة الأسد في إصدارات السوق الفرنسي، بنسبة 13.8 بالمائة، كما أن نسبة كتب الطب تتعدى الـ1 بالمائة وهي نسبة مهمة مقارنة بالنسب الأخرى. كما أكد بأن كتابا من كل 4 كتب تباع بفرنسا هو كتاب أدبي، وأن خمس الكتب المبيعة هو من فئة الكتب المخصصة للشباب، بما في ذلك الشريط المرسوم، الذي ينقسم إلى قسمين: الأول موجه للأطفال والثاني للكبار (البالغين)، ويلقى هذا النوع رواجا متزايدا سنة بعد الأخرى.
وقال بوان، إن قانون السعر الواحد لم يؤثر من حيث التضخم، وهو مطبق في 25 دولة منها فرنسا وألمانيا، حيث لاحظ المتدخل أن معدل سعر الكتاب لم يرتفع، كما أشار إلى تناقص عدد الكتب المبيعة في الفترة ما بين 2007 و2015، حيث بلغت نسبة التدني 13 بالمائة، ولكن الملاحظة التي ركز عليها المتحدث هي تقنيات الطبع التي تغيرت، مقارنة بتقنية الماضي، وصار بالإمكان أن نطبع عددا أقل من النسخ، وذلك حسب وضع السوق.
وتطرق جون غي بوان إلى سياسة السعر الواحد التي تطبقها بلاده، والتي “لم تقتل المكتبات” ولم تؤثر سلبا على المكتبيين بالدرجة التي قد يتصورها البعض، فالمكتبيون عملوا على تحسين الخدمات لجذب عدد أكبر من الزبناء.

الكتاب في الجزائر.. عيوب ومزايا

من جهته، قدم مدير المركز الوطني للكتاب، حسن بن ضيف، لمحة عن قطاع النشر بالجزائر، وبدأ مداخلته ممّا أسماه “ميلاد النشر بالجزائر” الذي كان في نوفمبر 1966، بعد أن تم إعادة شراء “هاشيت الجزائر” لتتحول إلى “المؤسسة الوطنية للنشر والتوزيع”، وأوكل لها مهام النشر، التوزيع، الاستيراد والتصدير، البيع، الطبع وغيرها من المهام. وأشار بن ضيف إلى السيطرة المركزية التامة على قطاع الكتاب في تلك الفترة، كما أشار إلى قلة الإنتاج، حيث عرفت الفترة ما بين 1966 و1970 أقل من 100 كتاب، قبل أن يعرف القطاع انطلاقة أخرى سنة 1972 مع إنشاء المركب الغرافيكي للرغاية، وهو ما تحول فيما بعد إلى المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية.
كما بدأ العمل بسياسة شراء حقوق الطبع من فرنسا ولبنان ودول أخرى، ورغم ذلك تعثر طبع أعمال كتاب من أمثال كاتب ياسين ومحمد ديب، الذين لم يتم النشر لهما بالجزائر إلا بعد سنوات، بعد رفض الناشرين بيع الحقوق.
ثم جاءت مرحلة إعادة الهيكلة، حيث انقسمت المؤسسة الأم (المؤسسة الوطنية للنشر والتوزيع) إلى أربعة فروع، ومن القطاع العمومي تبقى اليوم ثلاث مؤسسات كبيرة تقوم بدورها، يقول بن ضيف، هي ديوان المطبوعات الجامعية، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، والوكالة الوطنية للنشر والإشهار.
وجاء دور المقروئية في مداخلة بن ضيف، ليؤكد على أن غياب تحقيق وطني حقيقي حول الكتاب يحول دون الدقة في الحديث عن واقع الكتاب بالجزائر. وتحدث بن ضيف عن وجود 42 مكتبة مركزية للقراءة العمومية، شيّدت بحسب معايير اليونسكو، نجد ملحقا بها 250 مكتبة للمطالعة، إضافة إلى حوالي 360 أخرى طور الإنجاز، دون نسيان المكتبات البلدية.
أما عن الترجمة، فاعتبر بن ضيف أنها تبقى ضعيفة جدا، حيث لم تتجاوز الكتب المترجمة بين 1983 و2011 عدد 386 كتاب فقط. وفيما يتعلق بالتمويل، قال بن ضيف، إن 0.5 بالمائة من مداخيل شركات الهاتف النقال بالجزائر يتم تحويلها إلى تمويل صندوق دعم الكتاب.
وساهمت التظاهرات الكبرى في دعم قطاع الكتاب، حيث عرفت سنة 2003 طبع 423 عنوان، وسنة 2007 ما يعادل 1220 عنوانا، وأكثر من مائتين بمناسبة المهرجان الأفريقي. وتحدث بن ضيف عن مجموع ما يقارب 6 آلاف عنوان، بـ 8ملايين نسخة، وبقيمة 100 مليون دولار.
ولم يتوان بن ضيف عن انتقاد الناشرين الذين لا يظهرون إلا للاستفادة من الدعم في التظاهرات الكبرى، والذين تم التعرف عليهم وسيتم حذفهم في المستقبل من قوائم المستفيدين. ومن بين 1100 ناشر مسجل، هناك حوالي 350 لم ينشروا أكثر من عنوان واحد.
وخلص بن ضيف إلى ضرورة ترقية المطالعة في المدارس، حيث هناك اقتراح بأن تكون القراءة بتقديم كتاب للتلميذ لمطالعته في العطل المدرسية، ودفع التلميذ إلى قراءة 4 كتب في السنة بداية مشجعة، خاصة إذا عرفنا بأن 80 بالمائة من خريجي الجامعة لم يقرؤوا كتابا في حياتهم، حسب الإحصائيات، يقول بن ضيف.
للإشارة فقط تطرق آلان سيراس، مدير منشورات “ري دي موند”، ماريان دوران، المديرة العامة لقسم الشباب بمنشورات “ناتان”، والكاتبة والناقدة والدبلوماسية السابقة عائشة كاسول، والناشرة دليلة ناجم، ولزهاري لبتر إلى النشر وكتاب الشباب. أما صوفي برلينن، المدير بدار “فلاماريون”، ودوني دوفال المدير السابق بـ«فايار”، والجامعي وعضو المركز الوطني للكتاب مصطفى هداب، والناشر عبد الله دحو، إلى النشر في ميدان العلوم الإنسانية والاجتماعية. أما آفاق التعاون والشراكة بين البلدين، فقد كانت موضوع نقاش مفتوح للحضور.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024