نشط كل من مدير الأوركسترا السمفونية الوطنية عبد القادر بوعزارة، والمايسترو أمين قويدر، والفنان حسان كشاش، وسمير مفتاح مدير الإعلام والاتصال والتسويق بالديوان الوطني للثقافة والإعلام، ندوة صحفية أمس الثلاثاء بقاعة الأطلس، تطرقوا فيها إلى الحفل الفني التربوي الذي نشطته الأوركسترا السمفونية مساء أمس في فائدة الأطفال، الحفل الذي شهد عرض “عمر والذئب” المقتبس عن العمل العالمي للكاتب الروسي بروكوفييف. كما تمّ الكشف عن مشاريع متعددة للشراكة بين المؤسستين الثقافيتين.
اعتبر عبد القادر بوعزارة بأن هذا اللقاء مع الإعلام لا يهدف فقط للترويج للحفل التربوي، بل هي أيضا سانحة للتطرق إلى الشراكة بين مؤسستي الأوركسترا الوطنية وديوان الثقافة والإعلام. “ما نقوم به ليس سهلا، فأعمالنا كلها أعمال أكاديمية تتميز بالجدية والالتزام، وشعارنا هو الاحترافية في خدمة الثقافة”.
وعن حفل أمس قال بوعزارة إن الديوان الوطني للثقافة والإعلام أتاح فرصة رائعة للأوركسترا، فالطفل يمثل الإيمان بالمستقبل والصورة الحقيقية للجزائر. “هذه المبادرة الطيبة ليست جديدة على الديوان الوطني للثقافة والإعلام والأوركسترا السمفونية”.
من جهته تطرق أمين قويدر إلى برنامج الحفل قائلا إن الفكرة انطلقت من حديث بين بوعزارة ولخضر بن تركي وكان قويدر ثالث الحضور، والهدف هو تعريف الأطفال بمختلف الآلات الموسيقية، فكل الأطفال يحبون الرسم بالألوان، و«الرسم هنا هو اللحن والألوان هي الآلات الموسيقية”، يقول أمين، والسبب الأهم لهذا الحفل هو “العمل مع من يمكن أن يكونوا موسيقيي الغد”.
أما الفنان حسان كشاش فأكد على التعاون القائم بين المبدعين والإعلاميين في دعم وترويج الثقافة الجزائرية، وقال الممثل إنها ثاني تجربة له مع الأطفال، وهي فرصة للتواصل معهم يتمنى أن تتكرر، لأن “الطفل يمثل أكثر من نصف المجتمع وهو الاستثمار الحقيقي.. هذا الحدث (الحفل) يحدث لأول مرة في الجزائر”. وعن أهمية الموسيقى السمفونية قال كشاش إن من الأوروبيين من يبرمج زيارته للتصادف مهرجان الموسيقى السمفونية، خاصة وأن الدخول مجاني في هذه التظاهرة الثقافية الدولية.
وأشار صاحب دور “مصطفى بن بولعيد” إلى أن الأطفال عبر العالم يتميزون بتلقائيتهم ويتشابهون في انفعالاتهم وأحاسيسهم.
حفل تكريم لذكرى أم كلثوم
من جهته قال سمير مفتاح إن أبواب الديوان مفتوحة للجميع، خاصة لمؤسسة قدمت الكثير على غرار الأوركسترا الوطنية، وأضاف بأن هناك دراسة لأرضية العديد من المشاريع بين الطرفين، من ضمنها الجولات الفنية، وبالأخص مشروع تكريم الفنانة أم كلثوم، والذي قال عنه بوعزارة إنه يصادف الذكرى الأربعين لكوكب الشرق.
هذا الأخير تحدث عن مشروع شراكة آخر هو تقديم حفل ضخم بمدينة جانت مطلع نوفمبر المقبل، وهو ما سيكشف عن تفاصيله في القريب العاجل. وتطرق مدير الأوركسترا إلى الحفلات التربوية مثل اللقاء مع أطفال قسنطينة في العاشر من نوفمبر المقبل، في إطار عاصمة الثقافة العربية، ناهيك عن حفلات بالأغواط، بسكرة، البيض وسعيدة.
وعن سؤالنا حول التنسيق مع وزارة التربية الوطنية ومختلف المؤسسات التربوية، إنجاحا لمثل هذه العروض المخصصة للأطفال، قال بوعزارة إن التنسيق متواصل مع وزارة التربية ممثلة في أكاديمية الجزائر الوسطى. أما مفتاح فقال إن الديوان لا يعمل على إحضار الجمهور من أجل ملء القاعات، إنما الهدف الرئيس هو الاستثمار في هذا الجمهور.
عالم الأطفال.. سحر وموسيقى
بدأ الحفل بتقديم المايسترو أمين قويدر الآلات الموسيقية لجمهور الأطفال، ثم تضمن القسم الثالث قصة “عمر والذئب” المأخوذة عن النص الأصلي للروسي بروكوفييف بعنوان “Pierre et le loup”، التي كتبها لابنه حتى يعرّفه على مختلف الآلات الموسيقية. أما القسم الثالث من الحفل فكان قطعتين موسيقيتين: “رحلة” التي تتضمن مختلف الطبوع الموسيقية الجزائرية، وموسيقى فيلم “قراصنة الكراييب”.
وفي قصة “عمر والذئب”، التي عُرضت على شاشة كبيرة بمرافقة الراوي حسان كشاش والأوركسترا، نجد الشخصية الأولى وهي العصفور الذي يمثل الفلوت، والشخصية الثانية هي البطة وتمثلها آلة “الأوبوا”، الثالثة هي القط ويمثل الكلارينات، الرابعة هي جدّ عمر ويقابله “الباسون”، الشخصية الخامسة في القصة هي الذئب التي يقابلها “الكور”، أما التمبال “الطبل” فيمثل الصيادين، فيما يعبر عن شخصية عمر بالآلات الوترية. عمر يحب اللعب كثيرا، ذهب عند جده، وذات يوم غافل جده وهو نائم وفتح الباب وذهب ليلعب في الغابة. وهناك التقى بصديقه العصفور “الفلوت”، ويحلم عمر أن يطير مثل صديقه العصفور، ولكن عمر نسي باب المنزل مفتوحا فخرجت البطة منه، وتتوالى الأحداث مع كل الآلات التي تقابلها شخوص القصة، إلى مواجهة بين الذئب المفترس وعمر الذي يعتمد على ذكائه والآلات الموسيقية.