مسؤول خلية الإعلام بدائرة المسرح بقسنطينة لـ « الشعب»:

مهرجان الموسيقى السمفونية أعاد الروح إلى المسرح

إلتقاه بقسنطينة: أسامة إفراح

أملنا أن تتواصل الحركة الثقافية إلى ما بعد تظاهرة عاصمة الثقافة

يحدثنا محمد غرناوط، مسؤول عن خلية الإعلام بدائرة المسرح بقسنطينة، عن واقع الفن الرابع خصوصا، والمشهد الثقافي عموما، وإيقاع الحركية الثقافية بالمدينة على ضوء تظاهرة عاصمة الثقافة العربية. كما اغتنمنا فرصة تواجدنا بدار الأوبرا بقسنطينة، لنتطرق إلى تاريخ وخصائص هذا الصرح الثقافي ذي القيمة الفنية والتاريخية، ما أهله ليكون المسرح الجزائري الوحيد المصنف لحد الآن.

«الشعب”: .. هلّا حدّثتنا عن دار الأوبرا التي نحن متواجدون بها؟

محمـد غرناوط: انطلقت أشغال بناء مسرح قسنطينة سنة 1861، ودشن في 06 أكتوبر 1883، أي بعد 22 سنة من الأشغال. كثيرة هي الوفود الثقافية الكبيرة التي تداولت على ركح هذا المسرح، ونذكر أسماء فنية على غرار فريد الأطرش، فيروز، المسرح القومي المصري يتصدره الفنان يوسف وهبي سنة 1951، وكان من استضافه آنذاك أحمد رضا حوحو الذي كان على رأس جمعية “المزهر القسنطيني”.
البناية هي من نوع الأوبرا، ذات طابع كلاسيكي، تتسع إلى 450 مقعدا، كما أن هذا المسرح تم تصنيفه سنة 2010 كمعلم تاريخي، وهو المسرح الوحيد المصنف في الجزائر. وسيتم في المستقبل القريب تصنيف المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي بالعاصمة.
ومن الخصائص التي يتميز بها مسرح قسنطينة جانبه الصوتي، إذ يمتاز بخاصية توزيع الصوت داخل القاعة بالتساوي ودون مكبرات الصوت، ويساعد على ذلك تصميم القاعة الذي يأتي على شكل حذوة الحصان، وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا المسرح هو النسخة المصغرة لدار الأوبرا بباريس.
أما الميزة الثانية فهي طريقة تغيير الديكور، الذي يتم بطريقة آلية عن طريق الأوزان، وقليلة هي المسارح في العالم التي ما زالت تعتمد على هذه التقنية.
ومن خصوصيات هذا المسرح هو أنه يحتوي على ثلاث طوابق فوق الخشبة وثلاثة أخرى تحتها، إضافة إلى الزخارف الموجودة في الداخل، فهو دار أوبرا بأتم معنى الكلمة.
كيف تقيمون دور تظاهرات مثل عاصمة الثقافة العربية، أو مؤخرا مهرجان الموسيقى السمفونية، في إعادة الروح إلى هذه البنايات العريقة؟
من المعروف أن غذاء الروح خاصة الموسيقى ونحن في مدينة قسنطينة نحتاج كثيرا إلى مثل هذه التظاهرات، لدينا مثلا مهرجان “ديما جاز”، أو مهرجان “موسيقى المالوف”، ولكن لأول مرة يقام هذا الجسر العملاق بين الجزائر العاصمة وعاصمة الشرق الجزائري، وبخصوص الموسيقى الكلاسيكية نسجل نقصا، فالأوركسترا تأتي بضع مرات في السنة، ولكننا محظوظون هذه المرة بأن تقاسمنا مع الجزائر العاصمة الطبعة السابعة من مهرجان الموسيقى السمفونية.
لعل الملاحظ هو أن دُور الأوبرا، التي هي قاعات صوتية، استغلت في المسرح أكثر بكثير من الموسيقى.. من جهة أخرى لماذا لا توجد أوركسرات جهوية، خاصة مع توفر المعاهد الجهوية للموسيقى؟
هذا الأمر راجع للمسؤولين عن القطاع، فإذا توفرت لديهم الإرادة فذلك سيكون ممكنا خاصة بتوفر أغلب الولايات، والشمالية منها بدرجة أكبر، على معاهد موسيقية. حاليا بقسنطينة هناك اهتمام أكثر بموسيقى المالوف، ويوجد جوق لمدرسة الشرق في هذا الطابع الموسيقي.
من جهة أخرى، نعرف بأن الأوبرا تتضمن الموسيقى والمسرح والرقص والفن التشكيلي، فكل الفنون تقريبا نجدها في الأوبرا.. ومنذ إعادة هيكلة المسارح ولامركزيتها سنة 1974، ركزنا كل جهودنا للأسف على المسرح وحده، ورغم ذلك وجب انتظار 23 سنة حتى نشاهد أول مسرحية خاصة بالطفل بقسنطينة، وكان ذلك سنة 1997، أي أنه حتى داخل فن واحد وهو المسرح في حد ذاته نجد جوانب مهملة نوعا ما.. ولكننا نلمس شيئا فشيئا حركية في هذا الميدان، وقد نرى في المستقبل عودة النشاط لمختلف الميادين وعلى رأسها الأوبرا.
بكل صراحة، بين انطلاق تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية واليوم، هل تلاحظون تزايدا في توافد الجمهور على مختلف الفعاليات أم العكس؟
إلى حد الآن هناك إقبال، وأنا هنا أتحدث عن قطاع المسرح ولا أحبذ التطرق إلى القطاعات الأخرى، ولكن مسرح قسنطينة يحتوي على 450 مقعدا مقارنة بقاعة صالح باي مثلا التي تتسع لـ 3 آلاف شخص، أضف إلى ذلك موقعه الذي يتوسط المدينة. كما نجد بأن دائرة المسرح قامت بتشكيل خلية إعلام تنظم الندوات الصحفية، وترسل البيانات الصحفية للإعلاميين. كل هذه المعطيات ساهمت في أن يمتلئ المسرح في أكثر من مناسبة، وخلقت حركية ذات وتيرة متصاعدة. هناك مسرحيات عرضت هنا بشباك مغلق، أذكر منها “سمفونية قسنطينة”، مسرحية “حدة يا حدة” لمسرح عنابة الجهوي، عن الفنانة بقار حدة، هناك أيضا مسرحية “هارمونيكا” لمسرح معسكر الجهوي، هذه الأعمال مثال عن النشاطات التي ملأت قاعة مسرح قسنطينة، دون أن ننسى مسرحيات ثلاثة خاصة بالأطفال كانت بشباك مغلق. وإذا استعنا بالأرقام، سنجد بأن قسنطينة احتضنت 111 عرضا منذ 16 أفريل الفارط، كما تم عرض 18 إنتاجا مسرحيا من بين 47 عملا مبرمجا في الفترة ما بين 23 أفريل 2015 و16 أفريل 2016. كما نسجل كل أسبوع ندوة صحفية تسبق العرض الشرفي، الذي يليه يوم  عرض للعمل المسرحي، ما مجموعه 3 عروض لكل إنتاج جديد.ولكننا لا ننكر بأن هناك فترات تتناقص فيها وتيرة الحضور، مثل فترة العطل، ولكن الوتيرة بصفة عامة مرتفعة، ويا ليت تتواصل هذه الحركية بعد عاصمة الثقافة العربية، حتى نسترجع ما كان عليه مشهدنا الثقافي سابقا، حينما كانت هذه الأوبرا تستضيف مختلف النشاطات من موسيقى وتمثيل وعروض كوريغرافية، هذا التنوع يخدم الأذواق المختلفة للجمهور.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024