رئيس جمعية هوارة لإحياء التراث الشعبي فتحي عباس لـ«الشعب”: 

جيلنا الحاضر يحاور الماضي عن المستقبل

حاورته: أمال مرابطي

على الشعوب أن تطّلع على حضارتها وموروثها كي تتعزز روحها الوطنية

نظمت جمعية “هوارة لإحياء التراث الشعبي والفلكلور ودعم الإبداع الشبابي” بقالمة، أبوابا مفتوحة على الصناعة التقليدية والفن الشعبي والفلكلور، بدار الثقافة عبد المجيد الشافعي تحت شعار “حتى لا تندثر هويتنا الثقافية”، حيث عرفت عرض عدة نشاطات اجتمعت فيها أنامل الحرائر والحرفيين، الذين لا يزالون يحافظون على الموروث الشعبي.الفعّالية التي انطلقت يوم 15 سبتمبر الجاري ودامت لمدة 05 أيام أمتعت الزائرين على أنغام القصبة والبندير، وفي هذا الصدد كان  لـ«الشعب” حوار مع رئيس الجمعية السيد فتحي عباس.

”الشعب”: بداية حدثنا عن فكرة التظاهرة؟
فتحي عباس: التظاهرة الثقافية التي جاءت تحت شعار “حتى لا تندثر هويتنا الثقافية”، هي أبواب مفتوحة على الصناعة التقليدية والفن الشعبي والفلكلور، حيث شملت عدة معارض صناعية تقليدية والتي تعتبر أهم مكونات التراث الحضاري الإنساني، وهو خلاصة تجارب وخبرات تناقلت على مدى العصور ما جعلها تشكل هوية المجتمع.
وما الذي جعلكم تؤسسون جمعية تهتم بالتراث؟
إن الزحف التكنولوجي على التراث وعادات المجتمع، أدى بالكثير من الأمور الجميلة إلى الاندثار، هذا ما جعلنا نفكر في إنشاء هذه الجمعية للمحافظة على التراث الشعبي، من خلال بذل مجهودات مع أفراد الجمعية بتقديم مختلف العروض التي تهتم بالصناعات التقليدية.
أما التظاهرة ما هي إلا محاولة منا لتشجيع الشباب على العمل في هذا الميدان، ودعمهم ومساعدتهم على تطوير عملهم وخلق أسواق لهم، ما يساهم في عملية التنمية حيث تم عرض مجموعة من النشاطات الخاصة بالصناعات اليدوية كصناعة الفخار، وصناعة السعف والحكاية.
وهل واجهتكم صعوبات خلال مهامكم في حفظ التراث الثقافي؟
نعم واجهتنا صعوبات عديدة وهذا قبل تأسيس الجمعية، حيث كنا نناضل كنقابة الكتاب والفنانين والحرفيين، ولاحظنا أن المهتمين بالتراث الثقافي يعانون من الاستغلال والتهميش فجاءت فكرة تأسيس الجمعية، أين بدأنا بتوحيد الفرق الفلكلورية وتوعيتهم على ضرورة الحفاظ على ذاكرة وثروة الوطن، لأن التراث بمثابة الجذور في الشجرة، فكلما غاصت وتفرغت الجذور كانت الشجرة أقوى وأثبت وأقدر على تقلبات الزمان ولقد قدمت لنا تسهيلات إدارية من قبل مدير الثقافة.
ما هي طموحاتكم المستقبلية؟
للموروث الثقافي أهمية إنسانية واجتماعية، وعليه فإنه من المهم اطلاع الناس لاسيما الجيل الجديد على موروثات هذا البلد العزيز، فكل شعب ينبغي له أن يطلع على حضارته وموروثاته لكي تتعزز روحه الوطنية والإنسانية وتتحفز قدرته على الإبداع من خلال معرفته بما خلفه من سبقوه، فطموحنا خلق شعب يتمسك بتاريخه وأصالته وتراثه، لا نريد شعبا كالحرباء يقلد ثقافات الشعوب الأخرى السلبية التي تنسيه أصله.
جيلنا الحاضر يحاور الماضي عن المستقبل لأن الماضي هو الرابط، فبدون ماضي لا يكون مستقبل، مشكلتنا أنه لا يوجد لدينا مقر، رغم مراسلتنا سابقا للسلطات المعنية من أجل تنظيم نشاطات ثقافية ومحاضرات للتحسيس والتعريف بتراثنا، ونجد الفرق الشعبية وحتى الحرفيين صانعي الفخار والأكلات الشعبية والطرز وغيرها لا يجدون مكانا لتنظيم نشاطاتهم.
ومن أسمى الأهداف إنشاء متحف يضم كل ما هو خاص بالتراث  للحفاظ على الذاكرة، فكذا كان عالمنا الداخلي أجمل من العالم الخارجي، سنعانق ذاكرتنا بأحلام المستقبل وبتضافر الجهود نبني المستقبل بذاكرة الأجداد، فالتراث عصارة جهد وتجارب أجيال وهو الهوية التاريخية التي مازالت ويجب أن نحافظ عليها.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024