أعلنت عن حذف مقالات وتجميد مئات المدونين

موسوعة “ويكيبيديا” تكشف عملية احتيال واسعة النطاق

أسامة إفراح

أعلنت موسوعة ويكيبيديا أنها جمدت حسابات ما يقارب الـ 400 من المساهمين، يشتبه في أنهم غيروا بطريقة متعمدة عددا من المقالات المنشورة مقابل المال، كخدمة إشهارية لصالح فنانين وشركات وسياسيين، وهي “ممارسة لا يمكن أن تتسامح معها الموسوعة الافتراضية”، تقول ويكيبيديا.

ويتعلق الأمر بعدد من المؤلفين الذين عمدوا إلى تغيير المقالات، خاصة تلك المتعلقة بفنانين أو شركات غير معروفة على نطاق واسع. وأعلن مسؤولون عن الموسوعة على أنترنت بأنه قد تم حظر حسابات 381 مساهما محتالا و«غير شريف” وحذف المقالات المعنية، هذه الأخيرة بلغ عددها 210 مقالات.
تم ذلك إثر عملية تحقيق أطلق عليها اسم “Orangemoody”، قامت بها ويكيبيديا في اللغة الإنجليزية، حيث اكتشف المسؤولون أن المساهمين قد نشروا مقالات “ذات طبيعة ترويجية” مقابل المال. وتتعلق هذه المقالات عموما بفنانين يسعون وراء الشهرة، شخصيات سياسية، وشركات ومؤسسات اقتصادية، وتفتقر المعلومات الواردة بخصوص هؤلاء، في كثير من الأحيان، إلى أي مصدر، كما أن هناك من المحتويات ما يصل إلى انتهاك حقوق الطبع والنشر ذات الصلة.
وتعتبر كتابة المقالات مقابل المال أمرا غير محظور من طرف ويكيبيديا، ولكن هناك قواعد يجب اتباعها، لا سيما أنه يجب أن يتم إبلاغ عن ذلك من أجل الحفاظ على الشفافية والمصداقية مع القراء. وعلى الرغم من حذف جميع المقالات المخالفة، وهذا لا يعني أن الأشخاص أو الشركات المعنية قد تدفع لمثل هذا المحتوى.
ومن أجل تحديد أهدافهم، عمد المساهمون “المحتالون” على التنقيب في مشاريع ومسودات المقالات التي لم يتم نشرها لعدم كفاية المعلومات، أو لأنها تتعلق مثلا بشخص غير معروف أو معروف بدرجة قليلة جدا. بعد ذلك يتصلون بهذا الشخص أو هذه الشركة ويقترحون عليهم نشر المقال والحفاظ عليه منشورا على أنترنت مقابل دفع مبلغ من المال. ومن أجل خداع أهدافهم، كانوا يدعون بأنهم مدراء في ويكيبيديا. وتضيف التقارير بأنها ليست المرة الأولى التي تواجه فيها ويكيبيديا مثل هذه المشكلة. ففي العام 2013 جمدت الموسوعة 250 من الحسابات بعد اكتشاف حيلة مماثلة.
وتعتبر ويكيبيديا الموسوعة الإلكترونية الأكثر استعمالا وانتشارا على الشبكة العنكبوتية، وممّا ساهم في انتشارها طابعها المجاني، وقابلية مقالاتها للتحيين والتعديل المستمر والآني، ويعتمد عليها المتصفحون وخاصة الطلبة والإعلاميون بشكل متزايد، حتى صارت أحد أهم مصادر المعلومات، على الرغم من هشاشة مصداقيتها العلمية، مصداقية تتناقص أكثر مع مثل هذه الممارسات التي تحاول الموسوعة كشفها ومعالجتها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024