بدر الدين بوشاي مسؤول الأمن بـ “صيف النجوم 2015” ببجاية لـ “الشعب”

“جمهور الثّقافة الجزائرية بدأ يستعيد سلوكاته الحضارية”

أسامة إفراح

بدر الدين بوشاي، ابن مدينة عنابة، ليس فقط مسؤول الأمن في مهرجان “نجوم الصيف 2015”، إذ أنه بطل الجزائر في رياضة المصارعة الحرة لثلاث سنوات متتالية، ومستشار في الرياضة في القريب العاجل. يملك خبرة خمس سنوات في مهنة تأمين التظاهرات الكبرى، وعلى رأسها المناسبات الثقافية والفنية، مثل حفل الشاب خالد، وفرقة “قناوة ديفيزيون” بالقاعة البيضاوية بالعاصمة، وفنان الراب الفرنسي “بوبا”، والعديد من المناسبات، الثقافية منها والسياسية، مثل تأمين ملتقى بزرالدة لأحد أهم الأحزاب بالجزائر. ولم يمكن لـ “الشعب” أن تقوم معه بهذا الحوار إلا حينما انتهى من تأمين إحدى سهرات مهرجان “صيف النجوم”.

 الشعب: في البداية، هلّا حدّثتنا عن مسارك كرياضي نخبة؟
ـ بدر الدين بوشاي: كنت مع فريق عنابة للمصارعة، وأنا بطل الجزائر في المصارعة لمواسم 2008-2009، 2009-2010، و2010-2011. كما أنني حائز على كأس الجزائر، وعنصر سابق في الفريق الوطني للمصارعة الحرة. وكنت سأشارك في البطولة الافريقية، ولكنها السنة التي صادفت ترشحي لامتحان البكالوريا، ففضّلت الدراسة على الرياضة، ونلت البكالوريا والحمد لله، وأنا الآن طالب بالمدرسة العليا لعلوم وتكنولوجيات الرياضة بالعاصمة، وهذه السنة سأتخرّج إن شاء الله وسأحصل على شهادة مستشار في الرياضة.
 من أين أخذت أصول هذه المهنة؟
 كانت البداية بفضل توفيق، وهو صديق لي في الفريق الوطني، وحينما تنقّلت إلى العاصمة من أجل الدراسة حدّثني عن مهنته واقترح عليّ أن أعمل معه. وأنا الآن مشرف على فريق يضم قرابة 40 عونا، ومتمركز بالجزائر العاصمة.
 ما هي الصّفات الواجب توفّرها في السّاهر على أمن تظاهرة ثقافية؟
 أول شرط هو أن يكون متحكّما في أعصابه وذا طبع هادئ، وأن يكون رصينا ولا يندفع أبدا، ومهما كان الشخص المقابل سيسبّب له إزعاجا أو أنه قد يكون مصدر تهديد محتملا، فلا يجب على عون الأمن أن يلجأ للقوة، أو أن يخرج الوضع عن سيطرته، يجب أن يكون دائما هو المتحكم في الوضع وليس تحت تحكم الوضع. ببساطة، فإن عون الأمن إذا ماثل الشخص المقابل و«دخل في لعبه”، فهذا يعني أنه قد خسر المعركة.
 كيف تفرّقون بين شخص عادي وآخر يشكل مصدر تهديد؟ هل هناك صفات تلاحظونها أو تصرفات تركزون عليها؟
 هنالك مجموعة من التصرفات المشبوهة، منها مثلا أن يكون هذا الشخص في صدد مراقبة أعوان الأمن، لأنه بهذا التصرف ينتظر الوقت الذي يتحرك فيه عون من الأمن من مكانه، وينتهز فرصة هذه الثغرة وإن كانت بسيطة زمنيا. في حفل سابق مثلا كان أحد الحضور قد استعمل الليزر لفترة وجيزة، وكان ردنا أن بحثنا عنه وسط الجمهور وصادرنا مصباح الليزر الذي كان يحمله، لأنه يشتت تركيز الفنان فوق الركح ويمنعه من الأداء الجيد.
 حتى نضمن تظاهرة ثقافية آمنة، كم يلزمنا من عون أمن؟
الأمر متعلق بمساحة المكان الذي تقام فيه التظاهرة، مثلا مسرح الهواء الطلق الذي يحتضن هذا المهرجان يتطلب 30 عون أمن على أقصى تقدير، لأنه لا يتحمل أكثر من 1500 شخص، ولكن مساحة أكبر من هذا تتطلب عدد أكبر من الأعوان.
وما هي الأماكن الأسهل بالنسبة لكم؟ هل هي القاعات المغلقة أو المسارح مثل هذا أو الساحات والأماكن المفتوحة؟
إلى حد الآن عملت في جميع أنواع هذه الأماكن، وأستطيع القول بأن الأماكن الأسهل بالنسبة لنا هي القاعات المغلقة، مثل قاعة ابن زيدون مثلا، والتي سبق وأن عملت بها، لأن الأمور تكون أكثر تنظيما، وحين نأتي إلى القاعة نلقي نظرة على المخطط ونعقد جلسة عمل مع الأعوان ونقسم المهام، ونوزعهم على المواقع الحساسة. وهناك أيضا المسارح مثل هذا الذي يحتضن مهرجان “نجوم الصيف 2015”، لأن لديه مدخلا ومخرجا فقط، وبالتالي فمن الأسهل تأمينه، إلا أن المساحات المفتوحة يكون تأمينها أصعب.
* وكيف تتلقّون الاتّصالات والطّلبيات؟
 أنا شخصيا أعتمد على الأنترنت، إذ لديّ صفحة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، التي تتضمن كل المعلومات عن فريقي، وما هو جديدنا وأين نحن متواجدون.
 بكل صراحة، ما هو رأيك في جمهور هذا المهرجان؟ وماذا تقول لمن يقلّ من احترام عون الأمن؟
في الحقيقة لم يسبّب لنا الجمهور مشاكل حقيقية، لأنه قد بدأت تتشكل عنده ثقافة حضور الحفل بطريقة حضارية ومحترمة. من جهة أخرى أتوجّه إلى كل شخص في الجمهور بدعوة لأن يتساءل بينه وبين نفسه: ما هو سبب وجود عون الأمن وما هي فائدته؟ والجواب هو: حتى يحميك أنت، ويحافظ على أمنك أنت، وحماية عائلتك أنت، إذن فيجب أن تتعاون معه، مثلا إذا قمنا بتفتيش الناس عند مدخل القاعة المحتضنة للحفل، نلاحظ أن بعض الشباب يستنكرون ذلك، ولكن بالعكس هذا الأمر جيد لهم لأنّنا إذا وجدنا شخصا حاملا لأداة قاطعة مثلا فإنّنا سنمنعه من إيذاء من لا يحملون شيئا، وما دام المرء لا يحمل فوقه أداة ممنوعة، فبالعكس يجب أن يساعد عون الأمن على تفتيشه لما في ذلك من خير له وللآخرين وللتظاهرة الثقافية في حد ذاتها.
 آخرا وليس أخيرا: هل تنوي العودة إلى رياضة المصارعة؟
 بلى، أنا عازم على ذلك..ومن المفترض أن أعود إلى عالم المصارعة الحرة هذه السنة إن شاء الله.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024