العناية بالمروث الثقافي حماية للذاكرة
«جدي التاسع كان ذخرا للأمة بتأسيسه للشعر الملحون. حافظ عليه عبر السنين باعتباره موروث أمة وثقافتها الأصيلة وذاكرتها الحية». هذا ما أكده الحاج بوفرمة حفيد الشاعر سيدي لخضر بن خلوف لـ «الشعب» على هامش المهرجان الثالث للشعر الملحون بمستغانم.
حول شخصية الشاعر بن خلوف قال الحاج بوفرمة، إن جده أثرى المكتبة الجزائرية بألحان وأشعار شعبية أراد بعض دول الجوار الاستحواذ عليها ونسبها إليهم بحجة أن سيدي لخضر بن خلوف زار منطقتهم.
فنّد بوفرمة هذا الطرح جملة و تفصيلا، مؤكدا أن اهتمامه بتراث جده ليس للتمتع بقدر ما هو للحفاظ على الهوية الجزائرية الأصيلة حاثا الشباب المبدع و المهتم بالتراث على التمسك بالارث المكنون، كما قال، ومنه الحفاظ على كيان ضحّى من أجله الائمة وحفظة القرآن و المهتمين بالشأن الحضاري.
وقال بوفرمة في رسالته الى الشباب حاثا إياهم الاهتمام بهذا النوع من الشعر الذي يؤرخ لحضارة الجزائر وثقافتها الضاربة في الاعماق: «كان فطاحل الشعر الملحون منهم سيدي لخضر بن خلوف يناضلون من أجل تحرير الوطن من براثن الاستعمار الفرنسي و منه تثبيت ثقافة الحفاظ على الهوية .
وأضاف المتحدث ان مؤسسة سيدي لخضر بن خلوف والتي يتشرف بترأسها الاستاذ عبد القادر بن دعماش العارف بشؤون التراث تسعى لغرس مبادئ الوطنية الحقة و تربية أجيال تحافظ على وطنها من الغزو و الاعتداء ولا سيما في ظل العولمة.
وعن معرض التراث واللّوحات الزيتية الذي نظمه، قال بوفرمة إنه مساهمة متواضعة للتعريف بهذا الجانب الثقافي للجزائر العميقة ويستمد من صميم المحافظة على التراث. وضمّ معرضه لوحات شيّقة لضريح و مشايخ و شخصيات سجلت وجودها بقوة و أكثر ما شد انتباه الحاضرين هو تجسيد مقتطفات من قصائد لخضر بن خلوف على القماش بزركشة تثير الانتباه . كما عرض كتب تترجم أعمال لخضر بن خلوف و من تبعوه بدار الثقافة عبد الرحمان كاكي .
من جهتها، قالت حنان بوفرمة ابنة حفيد سيدي لخضر بن خلوف ان والدها غرس في نفسها حب الشعر الملحون و الاهتمام بالتراث. وذكرت حنان لـ «الشعب» ان والدها بوفرمة غرس فيها حب المطالعة ومعرفة الشعر الملحون. أحبت هذا العمل تنفيذا لوصية جدها التي تنص على عدم التفريط في التراث لأنه من صلب الشعر الجزائري. وقالت حنان، إن العناية بالشعر الملحون وما ألفه سيدي لخضر بن خلوف يعني حماية التراث الوطني ومنه الهوية الوطنية.