الموزع الموسيقي هشام سماتي: “البساطة” سر انتشار “الراي”

الأغنية الرايوية تخاطب الشباب  وتنقل همومهم وانشغالاتهم

تتواصل بمدينة تيشي، أحد أهم الأقطاب السياحية بولاية بجاية، فعاليات المهرجان الموسيقي “صيف النجوم 2015”، الذي راهن فيه المنظمون على باقة من الفنانين والفرق الموسيقية في طبوع على رأسها الراي، من خلال نجوم الأغنية الشبابية الذين مروا على ركح المسرح الروماني بالمركب السياحي “كابريتور”.
من بين هؤلاء هشام سماتي، هذا الموزع الموسيقي الذي ذاع صيته في الآونة الأخيرة، التقت به “الشعب” قبل صعوده إلى الركح لقيادة الفرقة الموسيقية، وسألته عن “السر” وراء هذا “النجاح” غير المسبوق للراي..التفاصيل تنقلها “الشعب” من عين المكان.
لم يعد سرا انتشار وشيوع موسيقى الراي أكثر من أي وقت مضى، في الأوساط الشبابية وفي مختلف أنحاء الوطن، وهو على الأقل ما لاحظناه في هذه المنطقة السياحية التي تستقبل مصطافين وسياحا من جهات الجزائر الأربع. سألنا هشام سماتي، الملحن والموزع الشاب الذي ارتبط اسمه بمختلف محترفي الأغنية الرايوية في الآونة الأخيرة، عن سبب هذا الانتشار الذي يعرفه الراي بعد سنوات من “التذبذب” في العطاء، وكان جواب الموزع الموسيقي بأن الراي هو نوع موسيقي ارتبط بالمرح والترفيه عن النفس، وهو ما يحبه الناس: “إن الجمهور الجزائري قد وجد في أغاني الراي الحالية ضالته، فهو يبحث عن الترفيه لأنه حُرم طويلا من ذلك”.
ومع ذلك، يعتبر سماتي بأنه لم يجد بعد جوابا شافيا كافيا عن سرّ هذا الانتشار، أو إذا كان هناك “سرّ” ما وراء هذه الموجة غير المسبوقة والمتواصلة منذ سنوات: “قد يكون أحد الأسباب هو الموسيقى الخفيفة التي نلجأ إليها في هذه الأغاني، إذ أننا نعتمد على لحن بسيط سهل الحفظ يتذكره الناس بسهولة، وهذا الذي يبحث الجمهور عنه، ما يضمن انتشارا أكبر وأسرع للأغنية”.
وعن الكيفية المثلى لكي يصنع الفنان اسما وشهرة في وسط مليء بالعقبات والمنافسين، وإن كانت هنالك وصفة سحرية لتحقيق ذلك، يجيبنا هشام بأن العمل المتواصل والإرادة هما سر أي نجاح، مع توفر شرط ضروري وهو أن يحب المرء ما يقوم به، “لا يتعلق الأمر باتصالات يملكها المغني أو واسطة لمساعدته على أن يصنع اسما له، لأن الجمهور هو الذي يحكم في مثل هذه الحالات، وهو من يحدد الفنان الناجح والفاشل، ولا تنفع واسطة مع الجمهور فالأمر بسيط: إما أن تعجبه أغانيك فتنتشر وإما أن لا تنال إعجابه فتفشل”.
وبخصوص كلمات الأغنية الرايوية، التي لطالما تعرضت إلى الانتقاد بسببها، حيث يرى فيها البعض جرأة لا تراعي الحدود الاجتماعية، اعتبر هشام سماتي بأن هذه الأغنية تخاطب شبابا وتصف واقعهم وتتحدث عن همومهم وانشغالاتهم، ولا يجد مانعا من أن يكون ذلك بطريقة مباشرة وصريحة، “لست أرى طريقة أخرى لغناء الراي”، يقول سماتي.