تميزت السهرة التاسعة من مهرجان جميلة العربي الذي تتواصل فعالياته الفنية على ركح مدينة كويكول الأثرية، في الطبعة 11، بحضور الفنان السوري انس صباح فخري، نجل عملاق الأغنية السورية والموشحات العربية، الذي عوض غيابه عن السهرة المبرمجة في الليلة الرابعة بسبب تغيير في الرحلة الجوية. “الشعب” عاشت هذه الاجواء وتنقل تفاصيلها بعين المكان.
كما كان الفنان العراقي الكبير، رضا العبد الله القادم من بلاد الرافدين نجما في موعد السهرة التاسعة، والذي يحضر المهرجان العربي للمرة الثالثة، وقد أتحف جمهوره العريض بمجموعة من أغانيه الجميلة التي حلقت بالجمهور الحاضر في سماء الأغنية العراقية المحبوبة لديه، منها أغنية/ لا غلطتك لا غلطتي، وغنى للجزائر أغنية جميلة بألحان عراقية قال فيها: أطلق صوتك باسم جزائر وارسم لوحك شعب ثائر، يا بلد المليون شهيد يا من صوتك مجد نشيد، نبضك عانق كل وريد يتسامى فرحا وبشائر، وهي الأغنية التي تفاعل معها الجمهور لألحانها المميزة الثائرة.
وتواصلت السهرة بالاستمتاع ببعض اغاني انس صباح فخري الطربية الجميلة، وحتى الغربية، كما كان للأغنية السطايفية وأغنية الراي نصيب في السهرة، من خلال المطرب ديدين، وكذا صابر الهواري القادم من وهران ليقدم أغاني وهرانية جميلة الألحان القريبة من الموسيقى الشرقية، ولتختتم السهرة ببعض الأغاني الصحراوية من نوع التيندي أدتها إحدى الفرق القادمة من أقصى الجنوب وهي فرقة تارتيت.
وصرح الفنان العراقي رضا العبد الله، انه يتشرف بالحضور والمشاركة في مهرجان جميلة العربي للمرة الثالثة، وانه يحب الجزائر وشعبها الطيب الذي يشبه أخاه الشعب العراقي، حتى في الطباع كالنرفزة رغم قلبه الكبير، وأكد ان بلده يعيش منذ فترة طويلة ويلات الحروب، وأصبح الفنان العراقي وهو يغني يحمل في ألحانه نبرة من الحزن الذي أصبح مكتسبا في العراق وليس مفتعلا .
أما انس صباح فخري، فأكد في ندوة صحفية قبيل السهرة المبرمجة، انها فرصة سعيدة للمشاركة لأول مرة في المهرجان العربي ولقاء الجمهور الجزائري الذواق ، واعتبر نفسه محظوظا، وان من موقع ابن العملاق صباح فخري أكد ان له شخصيته الفنية الخاصة به والتي اكتسبها بدعم من والده، وانه غنى منذ 15 سنة ولم يكن يستعمل اسم والده وانما اسم انس اوقوس، وقال ان والده لم يغن التراث كما هو وانما جدد فيه وطوره، وهو ما يقوم به حاليا لأن الاصالة والمعاصرة لا يتعارضان، وقال انه يحاول ان يضيف لمسيرة والده التي تمتد الى 60 سنة من الفن الراقي ولديه 5 سنوات في مدرسة ابيه، وان كان قد غنى طبوعا أخرى منها الطابع الغربي، وعبر عن اعتزازه بتجربة الشابين خالد ومامي اللذين ساهما في عالمية الأغنية الجزائرية من خلال اغنية الراي، وانه يسعى الى الوصول الى أكبر عدد من المستمعين، وقال انه يجب ان يتوفر في الفنان قدر من الجنون ليكون فنانا حقيقيا، وهذا ما يفسر تنقله من طبوع متناقضة في الغناء والموسيقى.