لم تعد سهرات ليالي مهرجان جميلة العربي، والذي تشهده مدينة «كويكول» الأثرية، منذ الخميس الماضي، في طبعته الحادية عشرة تقتصر على الغناء والطرب فقط، بل امتدت فعالياته إلى الاوبيرات والعمل الفني المسرحي، حيث تمّ عرض واحدة من أهم الشخصيات القيادية العربية أيام عز العرب والمسلمين، أنه شخص البطل العسكري صلاح الدين الأيوبي محرر فلسطين والقدس سنة 1185م من الصليبيين في معركة حطين، ومؤسس الدولة الأيوبية التي وحّدت مصر وسوريا والحجاز واليمن في العصر العباسي.
وقد تمّ تجسيد شخصية البطل ومسيرته المظفرة في تاريخ الأمة بعمل فني رائع، قدمته فرقة «أنانا» العربية السورية، والمتشكلة من مجموعة من الفنانين السوريين والعرب منهم الجزائريين، حيث شاركوا في إنجاز العمل الذي نال إعجاب الجمهور الغفير الحاضر في السهرة الخامسة، يتقدمهم الملحن الجزائري من منطقة سطيف محمد هباش، والذي لحن هذا العمل الفني الرائع الذي مزج بين العمل السينمائي والعمل على الخشبة، بنفس الممثلين في امتداد لمشاهد هذه الأوبيرات الموسيقية بمختلف الأحداث التاريخية المميزة، وكان نفس الفنان قد لحن موسيقى مهرجاني الدوحة والقدس كعاصمتين للثقافة.
وتواصلت السهرة الخامسة للمهرجان بالاستمتاع بمجموعة من الطبوع الجزائرية التي لها جمهورها، منها الطابع المغربي الذي مثله ابن مدينة ندرومة بولاية تلمسان، الفنان توفيق الندرومي، الذي أدى أغاني ذات طابع مغربي وأغاني للشيخات، حسب تعبيره، والذي يشارك في المهرجان للمرة الثانية.
كما كان الجمهور الحاضر على موعد مع الشاب ياسين تيقر، الذي يؤدي الأغنية السطايفية والراي، وقد أتحف جمهوره بمجموعة من الأغاني من الطابع السطايفي المحض، منها «مولات الخانة»، و»بريش»، المعروفة في الوسط الفني.
كما كان للأغنية الشاوية المحبوبة نصيب في السهرة الخامسة التي كانت ضيفتها، من خلال ممثلها الشاب زبير الذي يشارك للمرة الأولى، وقد أدى مجموعة كبيرة من الأغاني الشاوية، معظمها من كلماته، منها «لميمة مرضك طول»، «ماعندكش الصاك»،»براكة»، «ألعب نوض» وغيرها.
كما أحيا برنامج السهرة الخامسة الفنان المعروف حكيم صالحي المعروف في الساحة الفنية الوطنية.