حوارات في الثقافة والفكر والأدب مع نخب صنعت الحدث

فنيدس بن بلة

أثرى الإعلامي فوزي مصمودي رئيس الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية، المكتبة الجزائرية بمؤلفه الجديد «مؤانسات من الزمن الجميل». وهو كتاب يتناول حوارات أجراها مصمودي مع ثلة من رجال الثقافة والفكر والتاريخ والفن تركوا بصماتهم في المشهد الوطني وكانوا مرجعية في الفكر المؤرخ للجزائر حضارتها وعظمتها. كما يتناول الكتاب حوارات أجريت مع الكاتب مصمودي وهو مدير المتحف الجهوي محمد شعباني ببسكرة سابقا نشرت في مختلف العناوين الصحفية في مقدمتها «الشعب» ونشرت في فترات متعاقبة بداية من التسعينيات.
لخص مصمودي مدير المجاهدين ببشار حاليا كتابه الذي صدر في أبهى حلة من الحجم المتوسط ضمن سلسلة من المؤلفات لقيت الرواج،بالقول إن هذا الإنجاز راوده منذ سنوات وزاد في رغبته إلحاح أصدقاء على نشره لإطلاع الرأي العام وتنويره بأفكار  وآراء صريحة ومواقف جريئة من قضايا الظرف وتحديات المرحلة ورهانات الحاضر والمستقبل.
وقال المؤلف أيضا وهو يعرف بمضمون كتابه أنه حمل مواجهات واستفزازات ثقافية وسجلات حميمية لا سيما خلال العشرية السوداء مزجت بروائح الموت، الدم والدمع والخوف. مع ذلك هناك أصوات تأبى التغييب وترفض الإلغاء وقبول الواقع الستاتيكي الملغم بالتشاؤم. ركبت موجة التحدى وسجلت حضورها بطريقتها الخاصة. آثرت البقاء الذي كان محفوفا بالخطر في تلك الحقبة وقدمت أغلى ما تملك من أجل الوطن مسخرة فكرها جاعلة من الحقبة الصعبة نضالا آخر من أجل الحرية تضحية ثانية من أجل الجزائر.
اتخذ فوزي مصمودي من خلال حورا ت أجراها مع نخبة إعلامية وثقافية من العشرية قوة انطلاق نحو الأمل أعاد البسمة إلى النفوس الحائرة والضمائر المجروحة فانعكس ذلك على الفعل الثقافي والأداء الفني وعلى كل شيء جميل في الوطن الآمن الأمين.
تحت التأثر البالغ ذكر مصمودي بنبرة حزن وأسى أن الكثير من الإعلاميين الذين حاوروه حول قضايا الأمة والوطن غيبهم الموت منهم المؤرخ يحيى بوعزيز، الباحث الأديب زهير الزاهري اللياني، المبدع نور الدين بن تومي، القاص الإذاعي بدر الدين برشيش، الإمام المجاهد الشيخ بركات واعر والفنان الشيخ الفلياشي.
«المؤانسات» جاء بعد كتاب «انطولوجيا شعراء الزيبان» الذي هو أشبه بموسوعة لأدباء بسكرة خصصه فوزي مصمودي إلى رواد الشعر الفصيح الذي يضم نخبة من أعمدة القصيدة العمودية أعطوا نفسا وانتعاشا للحركة الشعرية المعاصرة خلال قرن من الزمن منهم سعد الدين خمار، محمد الصالح رمضان، العابد الجيلالي والقائمة طويلة. وهناك مؤلفات كثيرة أغنت المكتبة الجزائرية أصدرها المؤلف مصمودي، أعطت قيمة مضافة للمطالعة في زمن شحت فيه الأقلام الجادة وطغت الأعمال التجارية الربحية على كل شيء، نذكر منها «تاريخ الصحافة والصحافيين في بسكرة وما جاورها»، و»بسكرة عبر العصور». وبهذه الاسهامات الأدبية والفكرية، كشف مصمودي عن ولعه بالكتابة ولم تؤثر وظيفته في رئاسة المتحف الجهوي على الذهاب إلى الأبعد في التأليف وتقديم ما جاد به فكره في تنوير الرأي العام وتزويده بمعلومات هو في أشد الحاجة إليها في عالم المعرفة المفتوح على كل الابتكارات والابداع.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024