«سنردّ الاعتبار لبعض المهرجانات التي توقفت، مثل المهرجان المتوسطي للسينما بعنابة، الذي لا ندري لماذا توقف»... كان هذا تصريح وزير الثقافة عزالدين ميهوبي لـ «الشعب»، نهاية شهر جوان الفارط، ويبدو أنه قد تجسّد على أرض الواقع، بتنصيب أعضاء اللجنة التحضيرية، أمس الأول، لهذا المهرجان الذي ستجري فعالياته من 03 إلى 10 ديسمبر المقبل.
كما عيّن ميهوبي المخرج والناقد السينمائي سعيد ولد خليفة، ليكون محافظا لهذا المهرجان، الذي ستتمحور دورته الأولى حول موضوع «الهجرة السرية»، والذي لن يخلو من تكريمات لمختلف الوجوه السينمائية على المستويين الوطني والدولي.
كما أصرّ وزير الثقافة على «توفير كل الشروط الضرورية لإنجاح المهرجان، بالعمل وفق المقاييس الدولية». وهو ما كان ميهوبي قد أكد عليه خلال تصريحه لـ «الشعب»، على هامش المهرجان الوطني لأغنية الشعبي، حينما قال: «المهرجان الذي يفرض نفسه ونجاحه سيستمر والمهرجان الذي يعرف تذبذبا وعجزا فندعوه لأن يحسّن أداءه، ولا نؤذي أي مهرجان ولكننا قد نجعل بعض المهرجانات كل سنتين، حتى يكون التحضير لها جيدا». كما اعتبر ميهوبي، بأن بعض المهرجانات تأخذ أغلفة مالية كبيرة ولكن مردودها محدود، فيما نجد مهرجانات أخرى تبدأ محلية وفي اختتامها يعلن على أنها ستصير دولية، وهو ما اعتبره الوزير «منطقا مقلوبا وغير مقبول، هناك لجنة ستشتغل على وضع نظام خاص بالمهرجانات وتحدد لكل منها معاييره، وهناك أيضا نقاش كبير مع المشرفين على المهرجانات لتحديد المدة التي يعدّ ويقدم فيها كل مهرجان».
وأشار ميهوبي إلى مجموعة من النقائص، منها وجود أربعة أو خمسة مهرجانات بنفس العنوان، وكل منها له ميزانية ومحافظ، وهو ما فيه تفتيت للمضمون، بدل أن تجمع هذه المهرجانات في مهرجان واحد كبير وقوي... كما نلاحظ في بعض المهرجانات حضور نفس الوجوه كل سنة، وكأنها عبارة عن «إعادة بث»، يقول الوزير، مضيفا: «هذا الأمر غير مقبول ويجب أن يكون هناك تجديد. هناك أيضا محافظون يشرفون على أكثر من مهرجان، وكأنهم محافظون دائمون»، وأكد على أن الثقافة ينتجها المجتمع ومن يقوم بإدارة هذه التظاهرات يجب أن يكونوا مهنيين واحترافيين، والإدارة دورها الرقابة والمتابعة والتقييم. هذه الإصلاحات ينتظر منها أن تركز على البحث عن الجدوى من المهرجان والإضافة الفنية، و»بمجرد انتهاء كل تظاهرة يجب أن نقوم بتقييمها، على صعيد حضور الجمهور، القيمة المضافة وغير ذلك».
