عرف المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، منذ بداية شهر رمضان إقبالا كبيرا لعشاق الفن الرابع، الذين توافدوا على هذا الصرح للاستمتاع بمختلف الأعمال الفنية التي سطرها المسرح، حيث كان هذا الشهر مناسبة للوقوف على مختلف المسرحيات التي أنتجت حديثا لمختلف التعاونيات والجمعيات.
شهد مبنى محي الدين بشطارزي، سهرة أمس الأول الأحد، حضورا معتبرا لجمهور اختار المسرح لقضاء سهرة رمضانية للترويح عن نفسه بعيدا عن الروتين اليومي ومشقة الصيام، حيث توافدت العائلات بكثرة، ما أبان على أن المسرح يسترجع جمهوره، والأكثر من ذلك أنه كان يتسابق لحجز مكان له والاستمتاع بالعرض المبرمج لتلك الليلة.
الموعد كان مع مسرحية «وصمة عار» لتعاونية السنجاب لبرج منايل، نص وإخراج رفيق فطموش، الفتى الشاب الذي أبدع في هذه المسرحية، ليقدم أحد الظواهر السيئة التي باتت تنخر المجتمعات، وهو مرض الإيدز، مقدما على الركح معاناة المصابين بداء العصر ونظرة المجتمع لهذه الفئة، وكيف أصبح يهدد البشرية، حيث تفاعل الجمهور الحاضر كثيرا مع هذا العرض واستحسنه الكثيرون وتعاطفوا مع الشاب «إبراهيم»، الذي أضحى يبحث عن ظله بعد تهميشه من طرف المقرّبين له لعلمهم بإصابته بهذا الداء اللعين.
المتوافدون على مسرح بشطارزي اعتبروا مسرحية «وصمة عار»، عمل فني متقن يسلط الضوء على ظاهرة مأسوية، ويدق ناقوس الخطر في نفس الوقت، كما يهدف ـ بحسبهم ـ للتوعية والتحسيس بهذا المرض، وهو العمل الذي جاء تحت إشراف شاب هاو هو رفيق فطموش، الذي جمع بين الإخراج المسرحي والتمثيل والتأليف، حيث شارك وأخرج عدة مسرحيات تعالج مواضيع تحاكي هموم ومشاكل الشباب، وقدم صورة لهذا الواقع في أعمال تحمل رسائل هادفة تخدم المجتمع ككل والشباب على وجه الخصوص، على غرار «صرخة أستاذ»، «رجال يا حلالف» ومسرحية «الحملة»، والتي حققت نجاحا في إحدى دورات المهرجان الوطني لمسرح الهواة بمستغانم.
للإشارة، اختتمت العروض المسرحية بمبنى بشطارزي، سهرة أمس، بالعمل الفني «بوعلام التيانتي» لجمعية فرقة المسرح بالقليعة، نص وإخراج يوسف تاعوينت.