أطربت الفنانة نرجس صاحبة الصوت الشجي، مسامع العائلات المدعوات من قبل لجنة الحفلات لبلدية المدية، وسط ساحة إكمالية المجاهد»هواري هواري» بوسط المدينة بطبق من الحوزي الأصيل، أمتعتهن فيه بالكثير من القصائد التراثية القديمة، التي تغنّى بها عظماء هذا الفن أمثال الفنانتين مريم فكاي وفضلية الدزيرية، والتي ماتزال تشكل إلى يومنا جزءا من مفخرة الفن الجزائري الراقي.
تجاوبت العائلات مع هذا الطبق الغنائي والعاشقات للبوقلات والقعدات، بالزغاريد التي رافقت هذه الفنانة إلى ساعة متأخرة من ليالي الشهر الفضيل، فيما أشادت ابنة العاصمة العملاقة «نادية بوشامة» بحفاوة الاستقبال الذي من شيم هذه الولاية المعروفة، كما لم تتأخر المنشطة حجلة عن إمتاع الجمهور الحاضر ببوقالاتها، إلى جانب زميلها عبد الرحمان الربعي «شني شني» عبر تدخلاته المحورية، والفنان محمد بسام الذي أضفى على السهرة نوعا من الفكاهة، وكذا الباحث والشاعر عبد الحليم طوبال عن طريق إفادته العلمية حول تاريخ أشعار البوقالات، التي أتى بها بن عمير الأندلسي، ومعنى البوقال ذي الأصل الأمازيغي وهو «إناء مصنوع من الطين يوضع على الكانون ويكون به الماء والأنواع السبع من البخور،...» والتفرقة بين البوقالة ورباعية المجدوب، وتحيته إلى الشيخ إبراهيم عقاد أحد أعمدة الإيقاع الجزائري، وهو ما أعطى لهذه السهرة الرمضانية التي لبّى دعوتها كل من مديري الثقافة والإدارة المحلية، ورئيس بلدية عاصمة الولاية نكهة خاصة ومميزة، زادتها نسمة عليل التيطري والعجار اللمداني رونقا وجمالا، هذا إلى جانب حفلة أخرى أصيلة نشطتها فرقة عيساوة التراثية، أعادت هذه البلدية وسكانها إلى سنوات الثمانينيات من القرن الماضي، حيث كان هذا الفن سيد الأفراح يزاحم حفلات الشعبي.