تحدث الدكتور من منتدى “الشعب” عن خصبة هذه الفترة بالنسبة إليه باعتبارها تمثل له المرحلة التي اقترنت بتجربته في الحياة، وفي الدراسة والكتابة أيضا، حيث أنه من حظه أن درس في مدرسة حرة، مدرسة الشهيد عبد الحميد حمادوش، وهو صاحب زاوية التحق بالثورة، وكانا قاضيا واستشهد وهو قاضيا، وقد حفظ تلامذته ورفاقه من المجاهدين العهد فأسسوا له مدرسة باسمه اعترافا منهم بفضل هذا الرجل عليهم، وفعلا حققت هذه المؤسسة نجاحا في استقطاب الكثير من الفقراء أبناء القرى القريبة والبعيدة من من لم يسعفهم الحظ في الالتحاق بالتعليم، يقول عاشور أنه دخل المدرسة وعمره اثنتا عشر عاما، وهو فارق في السن بشكل كبير في مرحلة التعليم الابتدائي آنذاك إلا أن الظروف هي التي تحتم قوانينها، وقد كانت هذه المدرسة مشتله لكل الكفاءات والنوابغ في الدراسة والكتابة وكان الطلبة كل سنة يدخلون المسابقة لنيل الشهادة وقد حظيت آنذاك بالدخول إلى المسابقة ونلت الشهادتين بعد أن سمحوا لي بذلك، ـالدخول في الامتحانات أي بعد سبعة سنوات دراسة وصولا إلى الثالثة متوسط أين سمحوا له بالمسابقة، تحصل على كل الشهادات التي سمحوا له باجتيازهاـ يقول عاشور في سياق ذلك أنه وجد نفسه في مشكل، لأنه لم يصل السن القانوني الذي يسمح له بالعمل وهو في سن16آنذاك، ولم يسمحوا له بالالتحاق بالثانوي، يقول أنه دخل في أزمة والظروف لم تسمح له بان يكون متميزا وهي حجرة عثرة أمام طموحاته.
بعد أن صادفته هذه العقبة في مواصلة الدراسة وجد نفسه يواصل تعليمه عن طريق المراسلة، في منطقة بعيدة من هذا الكون، ونظام التعليم عن بعد يختلف تماما عن التعليم النظامي لأن الطالب هنا يتعلم عن طريق دروس وحوليات تصله ليجيب عن كل الأسئلة التي تطرحها الدروس تلك، وأحيانا ما تصلهم تلك الدروس بعد شهر من إرسالها لتبقى في البلدية بعد مدة طويلة حتى تصل إلى القرية، حيث كانت طريقة عجيبة جدا في الدراسة يقول الدكتور فني.
إلى أن وصل البكالوريا وساعتها عرف الجامعة وماهو التعليم بصفة عامة، يقول أنها كانت تجربة رائعة بالنسبة إليه، لتواجد عنصريين أساسين هما البيت ووجود الوالد وأخوه، وتعلم العبادات وقراءة الكتب، التي من بينها من قرأها قبل صلاة العشاء مثل كتاب آلف ليلة وليلة، جارية وبدر الزمان، الحوارات الطريفة في اللغة العربية، سيرة عنترة، وسيرة الزير سالم درسوها في البيت، وهنا يتذكر أنه حينما أحرقت آلف ليلة وليلة في جامع الأزهر كان قد قرأها في البيت، هذا الخير أي البيت قال عنه أنه كان يقبل قراءة هذه الروائع الكبرى، الخالدة في الأدب العربي، ما جرى في العالم العربي لا يصدق.
وحين يتحدث عن العائلة الجزائرية والتربية الجزائرية التقليدية كما يفضل أن يسميها لأن تضمن الحد الأدنى لأبناءها وتسمح لهم بأن يعيشوا في أحسن الظروف، مما سمح له بالالتحاق بالجامعة الجزائرية.