في سهرة أمتعت الجمهور بمسرح الهواء الطلق بسيدي فرج

«عرض مـن ملحمــــــة تاريــــــخ الجزائـر» تنعش ليالي «الكازيف»

فنيدس بن بلة

نضال من أجل الوطن في شكل شعري غنائي يهز العواطف

استمتعت العائلات، سهرة الأحد، بمسرح الهواء الطلق «الكازيف» سيدي فرج، بعرض ملحمة عن تاريخ الجزائر. وهي ملحمة تنظم تحت رعاية رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، في إطار الاحتفالات بالذكرى الـ53 لعيدي الاستقلال والشباب، وكذا إحياء لستينية الثورة التحريرية. «الشعب» توقفت عند الملحمة وتقدم أدق التفاصيل.
تابع عرض ملحمة الجزائر الذي أشرف على تنظيمه والي العاصمة عبد القادر زوخ، أعضاء من الحكومة، شخصيات ثقافية وفنية وعائلات تجاوبت مع مختلف الفصول والأطوار المسجلة بحرارة تاريخ الجزائر القديم والحديث، ساردة نضال الجزائري عبر العصور من أجل الحرية والتشبث بالوطن المفدى.
الملحمة تقدم تاريخا يعتز به كل جزائري من خلال الحقب التي عاشتها وعايشتها قسنطينة أم المعاقل في زمن مضى. وقال عنه لخضر بن تركي عند الإنجاز «أنه لا بد من تقديم ذلك التاريخ، وكل تلك المفاخر في شكل شعري فني غنائي مثير هادف، دون التوقف عند صغائر الأمور وجزئيات الأحداث. وقفت الملحمة عند النقاط المضيئة من ماضي الجزائر شكلت سيرتا حلقته المفصلية.
هكذا اختزلت «الملحمة» التي انصبت على تاريخ قسنطينة، وكانت باكورة تظاهرة عاصمة الثقافة العربية ٢٠١٥ مسار النضال التحرري للجزائر وكفاحها الدؤوب من «لزاير تامنايت» واكوزيم إلى البهجة، المحروسة والجزائر البيضاء راوية بالصوت والصورة، قصة كفاح أمة وشعب مجيد متوقفة عند قادة الثورة التحررية الذين صغرت أمامهم الأشياء وكبر الوطن.
حملت «الملحمة» التي أدى خلالها شباب وشابات أدوارا رائعة وأبدعوا في تقمص شخصيات وقادة في مختلف الحقب، مقدمين أحلى الصور وأكثر دلالة سيميولوجية، مبرزين ما توفره الجزائر من طاقات إبداعية واحترافية، تضع أمام أعين المشاهد والجمهور محطات مضيئة من تاريخ البلاد الثوري. وهو تاريخ قدم بديكور حرص من خلاله المشرفون على إنجاز الملحمة الاهتمام بأدق التفاصيل عن كفاح الجزائريين الدؤوب من أجل تحرير هذه الأرض الطيبة من مختلف موجات الاستعمار والعيش فيها أسيادا لا يقبلون أن تمس سيادتهم، ويرفضون المساومة على وحدتهم الترابية والعقائدية، مهما كانت الظروف.
«ملحمة من تاريخ الجزائر» هي امتداد لأعمال فنية كبرى أنجزت خلال السنوات الأخيرة جسدت وجه الجزائر المشرق وجهودها من أجل تبوء مكانة تليق بها في عصبة الأمم، فبعد سنة الجزائر بفرنسا، تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ومحطات أخرى، جاءت الملحة للولوج في أعماق قسنطينة عاصمة العرب حاليا لتضفي نكهة على المشهد الوطني وتضيف إليه الجانب التاريخي باعتبارها مدخل الهوية والانتماء.
حملت الملحمة رسائل غير مشفرة عن مسيرة الجزائر الطويلة ونضالات عبر الأزمنة من أجل أن تبقى سيدة نفسها. وقدمت صورة حية عن التواصل بين الأجيال وحث جيل اليوم خصوصا بالتفتح على الذاكرة الجماعية. وهي ذاكرة رسخت عبر تاريخ بمراحله وسنينه المتعاقبة التي تشكل بحق كتاب مفتوح للاستلهام منه قيم الوطنية والتحرر والوعي الجماعي بالتحديات الواجب رفعها بالوحدة الوطنية أولا وأبدا.
إنها رسالة حرص على تبليغها للمشاهد الأدباء والشعراء، المخرج، مسؤول البالي كوليغراف والملحن الموسيقي، وقدموها في ديكور يثبت عظمة إنجاز ملحمة أحق بالافتخار والتنويه في جزائر تحول المستحيل إلى ممكن.

 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024