صدحت أغاني عميد الأغنية الشعبية الهاشمي قروابي في سماء قصر الثقافة مفدي زكريا، بأصوات نخبة من نجوم الفن الجزائري، ومواهب شابة، خلال سهرة رمضانية عادت بالحضور إلى زمن الفن الجميل، وأمتعت عشاق الأغنية الشعبية ومحبي الحاج قروابي، بأفضل ما قدمه طيلة مشواره الفني، والتي أبانت على أن المطرب مايزال حيا في قلوب الجزائريين، الذين رددوا خلال هذه الاحتفائية أغلب أغانيه.
حضور كبير شهده قصر الثقافة مفدي زكريا سهرة أول أمس، والذي كان فضاء لاحتضان مواهب فنية شابة، تُوجت بجوائز الهاشمي قروابي للأغنية الشعبية، حيث تم الإعلان عن الفائزين الثلاثة، في حفل فني ممتع صنعه هؤلاء الشباب، والذين سطع نجمهم على الركح وهم يؤدون أروع أغاني الفنان الراحل، وأبانوا على أن الجزائر تمتلك أصواتا ومبدعين، بإمكانهم أن يصبحوا خليفة من سبقوهم للحفاظ على هذا الإرث الفني الجزائري.
وعلى وقع الأغنية الشهيرة «البارح كان في عمري عشرين» انطلقت السهرة التكريمية لفقيد الأغنية الشعبية، بتتويج «طارق عياد» من بجاية بالجائزة الكبر للهاشمي قروابي، فيما عادت الجائزة الثانية لـ»طالبي حمزة» من شرشال، بينما كانت الجائزة الثالثة من نصيب زيتوني محمد المهدي من الجزائر العاصمة.
كما منحت لجنة التحكيم المكونة من أسماء موسيقية معروفة على رأسهم، عبد المجيد مسكود، إسماعيل هاني ومصطفى بوعافية، منحت جائزة خاصة بلجنة التحكيم لكل من «مدوار حمزة» و»داليندا العولمي»، وذلك كتشجيع لهما لمواصلة مشوارهما الفني، وفي هذا الصدد قال عبد المجيد مسكود بأن المهمة كانت جد صعبة في اختيار الفائزين الثلاثة، حيث أن المنافسة كانت قوية نظرا لتقارب الأصوات، مشيرا إلى أنهم بدلوا مجهودا مضاعفا لاختيار من يستحق الجائزة.
رئيسة الجمعية الثقافية الهاشمي قروابي وأرملة الراحل «شهيرة» وفي كلمة لها بالمناسبة، قالت، إن الطبعة الثانية لجائزة الهاشمي قروابي، هي تكريم لعميد الأغنية الشعبية، وفرصة لاكتشاف الأصوات الواعدة من الشباب الهواة، حيث أثنت على كل من ساهم في إنجاح هذا العرس الفني، وأكدت بأن اهتمام الشباب بأغنية الشعبي دليل على وعيهم بمدى أهمية المحافظة على تراث الجزائر الفني العريق.
كما أشاد الوزير الأول عبد المالك سلال في رسالة بعث بها إلى الجمعية بجهود هذه الأخيرة في اكتشاف المواهب الشابة، متمنيا أن يتوّج الحفل بالنجاح، ومواصلة الجمعية الثقافية الهاشمي قروابي لمهامها في الحفاظ على تراث الأغنية الشعبية.
أما مدير الثقافة لولاية الجزائر مختار خالدي فاعتبر الاحتفالية بمثابة ذكرى ورد الاعتبار لرجل مبدع وقامة فنية بامتياز، قائلا بأن الهاشمي قروابي شرف الجزائر، حيث غنى لنخوتها وكبريائها، ولأحزانها وانكساراتها.
وأضاف بأن قروابي كان ولا يزال سفيرا للجزائر، حيث نقل عبر أغانيه أصالة وتراث وطنه، مشيرا إلى أن الجائزة نظمت عشية احتفال الجزائر باستقلالها الوطني، كون قروابي كان وطنيا، ودعا خالدي الشباب للحفاظ على هويتنا ومقوماتنا والنهوض بالأغنية الشعبية تراث الأمة الجزائرية.
من جانب آخر وبعد أن أمتع الفنان مهدي طماش الحضور بالأغنية الرائعة للحاج قروابي «الحمد لله ما بقاش الاستعمار في بلادنا»، تداول على المنصة المتوجون الثلاثة، حيث قدموا وصلات أعاد غنائها الفنان الراحل، على غرار «مالي صدر حنين» و»الحراز»..
وتواصلت السهرة إلى ساعات متأخرة، ببرنامج متنوع أحياه نجوم الفن الجزائري أمثال حميدو، ناصر مقداد، حسيبة عبد الرؤوف الذين أدوا أغاني من التراث الشعبي.
للإشارة نظمت الجمعية الثقافية «الهاشمي قروابي» من 29 جوان إلى 2 جويلية الدورة الثانية لجائزة الهاشمي قروابي الكبرى، والتي عرفت إقبالا كبيرا لمتسابقين من مختلف جهات الوطن، وجاءت هذه السنة تحت إشراف وزارتي الثقافة والشباب والرياضة.