رمضان.. موعد مع السهرات الفنية

طوابير لا متناهية نحو مسرح الكازيف وقاعتي الموقار والأطلس

هدى بوعطيح

يبدو أن الندوات الفكرية والأماسي الشعرية، لا تستهوي الجمهور العاصمي، الذي أضحى يفضل السهرات الفنية بمختلف طبوعها، بين من يختار وجهته إلى الأماكن التي تحتضن الأغاني الرايوية وآخرون يتوجهون نحو القاعات التي تحتضن سهرات المالوف والحوزي، وفرقة تختار الإنشاد والسهرات الدينية.

طابور من السيارات لا ينتهي، وازدحام شديد نحو الأماكن التي تحتضن السهرات الفنية، في حين يكاد يكون الطريق خاليا نحو الأماكن التي تحتضن الندوات الفكرية والأماسي الشعرية، التي باتت تستقطب القلة القليلة من المهتمين، أو ذوي الاختصاص من الكتاب والأدباء والمفكرين، حيث يفضل عامة الشعب الاستمتاع بالحفلات والأغاني وحتى العروض المسرحية، وهذا ما التمسناه على سبيل المثال لا الحصر، خلال ندوة «حرية الإبداع، آفاق وعوائق» التي احتضنتها مؤخرا المكتبة الوطنية، والتي استقبلت فئة قليلة من المهتمين، من صنف الرجال وغاب عنها العنصر النسوي، في حين تشهد قاعات الأطلس والموقار، ولا سيما مسرح الهواء الطلق الكازيف بسيدي فرج، توافدا منقطع النظر لمختلف الفئات بين الرجال والنساء والشباب، وحتى الأطفال الذين فضلوا التراقص على أنغام الراي، على الفكر والشعر.

رمضان.. موعد مع السهرات الفنية

أغلب العائلات الجزائرية، أصبحت تنتظر الشهر الكريم، ليس لأجل العبادة، وإنما لأجل الاستمتاع بالسهرات الفنية، حتى أن أغلب الأسر تضع برنامجا خاصا يتناسب مع توقيت السهرات الرمضانية، ويتسارعون إلى وجهتم قبل الوقوع في ذلك الازدحام، والذي يتسببون فيه بأنفسهم، لا لشيء، فقط لأجل حجز مكان في المقاعد الأولى، حتى أن هذه المقاعد والقاعات تمتلئ عن آخرها قبل بداية الحفل، لتبقى القاعات التي تحتضن الندوات الفكرية شبه فارغة، أمام جهور فضل الشاب زينو وسليم الشاوي وكريم الغانغ وفنانون آخرون أضحوا يتسابقون بدورهم على هذا الشهر الكريم، لحجز مكانة لهم على الركح، وتنشيط سهرات تتواصل إلى غاية الساعات الأولى من الفجر، ولا حراك للجمهور إلى غاية انتهاء الحفل، حيث يتفاعلون معه ويقضون سهرة رمضانية خاصة.

الكازيف والمسرح وجهة العائلات
 
تقول أمينة سلماني والتي تبلغ من العمر 29 سنة، أنها ومنذ سنوات تواظب على حضور الحفلات التي ينظمها مسرح الهواء الطلق بالكازيف، مشيرة إلى أنها تستمتع كثيرا بهذه السهرات وبالأسماء الفنية التي تنشط الحفل، لكنها أعابت في سياق كلامها غياب أسماء فنية عربية، قائلة إنها كانت تنتظر حضورها هذه السنة، كما عودهم مسرح الكازيف.   
وشاطرتها زميلتها «نجوى الرأي، حيث أكدت بأن ليالي العاصمة، تنشط فقط خلال الشهر الكريم، وبما أنها تحب الطرب، فإنها تجد خلال رمضان فرصتها للاستمتاع بأغاني فنانيها المفضلين، قائلة بأن تفضل مسرح الكازيف، وقاعة الموقار، التي تستضيف بدورها نخبة من نجوم الفن في الجزائر».
أما السيدة «سلمى منصوري» فقالت بأنها تسكن قريبة من سيدي فرج، وهو ما ساعدها على حضور مختلف الحفلات التي يحتضنها، وأشارت إلى أنها في بعض الأحيان تحضر الحفلات الإنشادية، كما لا تفوت أيضا سهرات «تاج القرآن»، وهو ما أكده زوجها الذي اعتبر سهرات رمضان فرصة للاستمتاع، والابتعاد عن الروتين اليومي من البيت إلى العمل.
وقال «أحمد» والذي كان مرفوقا بزوجته وأولاده، أنه بعد أداء صلاة التراويح، يجد عائلته في انتظاره لأجل التوجه نحو إحدى الأماكن التي تحتضن هذه الحفلات، وفي بعض الأحيان يتوجهون إلى المسرح والاستمتاع ببعض العروض.
«كريمة.ن» كان حديثها مخالفا للبقية، وإن كانت تحب حضور بعض الحفلات لفناني الشعبي، إلا أنها قالت «في بعض المرات تتوجه نحو القاعات التي تحتضن الأماسي الشعرية، كونها من هواة الشعر، كما تحضر بعد الندوات الفكرية».
«محمد منصف» حين سألناه عن رغبته في حضور الحفلات الفنية على الندوات الفكرية، قال بأن الإعلام يروج أكثر للسهرات الفنية التي تنظمها مختلف المؤسسات، خاصة التلفزيون، في حين لا يوجد الترويج للندوات الفكرية، ولذلك يبقى الجمهور العاصمي بعيدا عنها، مشيرا إلى أنه يجهل الأماكن التي تشهد هذه الندوات أو الأمسيات الشعرية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024