يشارك سهرة اليوم، مسرح معسكر الجهوي، في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، بعرض شرفي لمسرحية «هارمونيكا» التي ألف نصها فتحي كافي وأخرجها خالد بلحاج، وهو عمل درامي مهدى إلى روح الأديب الراحل مالك حداد.
وتروي هذه المسرحية التي يتقمص أدوارها عشرة ممثلين، على ركح مسرح قسنطينة الجهوي، قصة، الشاب «إيدير»، وهو صحفي بمجلة «آمال» الأدبية، حيث يراود هذا الشاب حلما منذ الصغر في محاور كاتب كبير، رمز له في المسرحية بـ «الصوت المنفي». فهذا الكاتب ورغم نفوره من الحوارات الصحفية، آسره ذكاء هذا الصحفي الشاب، فغاص معه في تجربته الأدبية الخالدة بدون مقدمات، غير أن ملامح «إيدير»، صوته،نبراته ليست غريبة عن هذا الكاتب، فمن تكون شخصية «إيدير» يا ترى؟ وهو السؤال التي يجيب عنه هذا العمل الإبداعي نصا وإخراجا.
وفي الندوة الصحفية التي احتضنتها قاعة المحاضرات بمسرح قسنطينة الجهوي، قال المخرج خالد بلحاج عن المسرحية بأنها أول عمل درامي ينجز في مسرح معسكر، وأيضا أول عمل يقدم فيه الأديب مالك حداد على الركح، والمناسبة كانت أجمل ـ كما أضاف ـ عندما تم تقديم مالك حداد في مدينته قسنطينة، فهو القامة الكبيرة في مجال الكتابة والأدب.
وعن سبب اختيار كاتب النص لعنوان المسرحية «هارمونيكا»، قال المخرج أن المسرحية هي توليفة لثلاثة أعمال أدبية لمالك حداد، وأن الكاتب فتحي كافي استطاع أن يؤلف نصا شاعريا وجميلا عن هذه القامة الأدبية، فمالك حداد ذكر هذه الآلة الموسيقية الصغيرة في نصوصه الأدبية، ومن هنا جاءت فكرة «الهارمونيكا»، فمالك حداد كما قال المخرج كان دائما يقول بأن آلة «الهارمونيكا « صاحبة الصوت المتميز وكتاب الجيب هما أصغر الأشياء التي يمكن للإنسان أن يحملهما معه، ويعبران عن معنى كبير.
وعلى اعتبار أن هذا العمل الدرامي هو أول عمل يقدم فيه مالك حداد على الركح، هل هو كاشف لهذا الأديب الرمز عاشق للحرية أم هو إعادة قراءة لمالك حداد من جديد؟ قال خالد بلحاج إن مالك حداد في الحقيقة لا يحتاج الى تعريف من جديد ماعدا شباب الجيل الجديد، كما أن أعمال هذا الأديب هي اليوم قيد بحوث جامعية كثيرة عبر مختلف جامعات القطر، وإنما هذا العمل هو إضافة جديدة مميزة تحمل بصمة لهذه الشخصية الوطنية على خشبة المسرح.
وفيما إذا كان هناك تميز وإضافة جديدة في إخراج هذه المسرحية، قال خالد بلحاج: «أردنا من خلال هذا العمل صناعة الفرجة للمشاهد، وقد نفذنا ذلك من زاوية إدغام الصورة الحية في التمثيل، وكان هذا بواسطة الشعر، فالحقيقة أن المسرحية فيها من كل «التوابل» التي تجعل منها عملا ناجحا ومستقطبا للجمهور الذي ينتظر المفاجئة، فالمكان ترك في المسرحية للشعر كي يتنفس ويضفي جمالا على هذا العمل الدرامي.
وتجدر الإشارة، أن مسرحية «هارمونيكا» هي العمل 20 الذي أنتجه مسرح معسكر الجهوي منذ نشأته في 2009، حيث سبق وأنتج أعمالا نذكر منها: «الحومة المسكونة، ألف تحية لعرفية، سيدى الحلوي، المرأة..» وغيرها من الأعمال الأخرى، كما يجب التذكير بأن مسرحية «هارمونيكا» ستنطلق بعد قسنطينة وابتداء من 2 جويلية القادم في جولة فنية عبر مدن سكيكدة، قالمة، أم البواقي، العلمة، تيزي وز والمدية.