خلال تكريمه لفقيد السينما المخرج عمار العسكري، ميهوبي:

خدم وطنه بصدق وخدم الثقافة بمحبة وكان مناضلا حقيقيا

نور الدين لعراجي

حان الوقت لإعادة بناء السينما في الجزائر
أشاد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بالدور الذي قام به المرحوم المخرج عمار العسكري للثقافة الوطنية من خلال حرصه على التأريخ السينمائي للثورة التحريرية، عن طريق الصوت والصورة، فأبدع في كل الأعمال التي أنجزها وكانت شهادة تحمي الرجل من ذاكرة النسيان، باعتباره مجاهدا ومن رعيل الطلبة الذين اختاروا مسايرة الثورة بالسلاح وخلال الاستقلال بواسطة الكاميرا.
ميهوبي أثناء تدخله في الندوة الرمضانية حول مسيرة الراحل العسكري، التي احتضنتها المكتبة الوطنية ونظمتها الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية بالتنسيق مع جمعية أضواء السينمائية، سهرة أول أمس ذكر من منبرها،  بأن الجزائر فقدت قامة  من قامات الإبداع والثقافة في الجزائر، مذكرا أنه عرفه كأي شاب من شباب الجزائر من خلال أفلامه التي  بقيت راسخة في الوجدان، إلى أن تم اللقاء معه عبر محطات عديدة منها اتحاد الكتاب الجزائريين وفي الإذاعة الوطنية مذكرا في السياق ذاته، بأنه  رجل يملك قوة وقدرة على الإبداع  وخدم وطنه بصدق وخدم الثقافة بمحبة وكان مناضلا حقيقيا، من أجل أن تكون السينما أداة في إبراز مآثر الثورة الجزائرية يضيف ميهوبي، معرجا على واقع السينما في الجزائر، السينما التي أحبها العسكري ودافع عن وجودها وحمايتها ودعمها، قال الوزير في هذا الصدد، حان الوقت لإعادة بناء السينما في الجزائر التي ذكر بأنها ليست سهلة فهي تتطلب منا بعض الجهد والصبر والتضحية، داعيا إلى تخصيص يوم خاص حول مسار الرجل وإطلاق اسمه على إحدى المؤسسات الثقافية.
القاعة شهدت حضور العديد من الممثلين والفنانين وأصدقاء السينما تتقدمهم وزيرة الثقافة السابقة الدكتورة نادية لعبيدي، والممثل حسان بن زراري وكل من المخرجين رابح لعراجي واحمد راشدي والفنان رميمز.
روح العسكري كانت تتجول ببهو المكتبة الوطنية من خلال الصور واللافتات التي كانت متواجدة، حيث تم عرض شريط مصور خصه القائمون بالتكريم للحديث عن أهم المحطات الأخيرة  للرجل قبل أن يشتد به المرض، منها تلك التكريمات التي اختير فيها كشخصية ثقافية، فكانت من بين أهم المحطات تلك التي كرمته فيها بلدية سيدي أمحمد بالعاصمة وجمعته مع فقيد السينما سيد على كويرات.
المخرج راشدي في كلمته ذكّر بقدرة العسكري في الصبر وغيرته الدائمة على الثقافة وخاصة السينما والمسرح مضيفا في السياق ذاته أنه تحدث إليه في أكثر من مرة داعيا إياه إلى عدم التخلي عن الإخراج والسينما، في كل مرة يلتقيه، مذكرا بأن بصمة العسكري تبقى خالدة في تاريخ السينما لا يمكن أن تنسى، أما الفنان رابية عبد الحميد فذكر في كرونولوجيا فنية حياة الفقيد منذ نشأته الأولى إلى غاية مرضه معرجا بوصيته التي طلبها على ان يدفن بمسقط رأسه بعين الباردة بقالمة، أما الفنان شلوش عبد النور كان كلامه حسرة عن الفقيد لأنه كما ذكر، طلب منه الفقيد كتابة تاريخ استشهاد والده فكان الحديث بينها حديث مجاهد مع ابن شهيد وبين مخرج سينمائي محترف مع فنان يبحث عن تواجده في المشهد السينمائي، فكانت كلمة شلوش ذات نبرة حزينة جدا.
في الأخير منحت كلمة لابن عمار العسكري الذي تسلم التكريم نيابة عن العائلة منحته إياه الوزيرة السابقة لعبيدي رفقة رئيس الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية الاستاذ بوساحة، ذكر بأنه والده عاش ومات بسيطا ويستحق أن يكون رجل البساطة دون منازع في البيت وخارجه.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024
العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024