مقتبسة عن روائع المسرح العالمي البرازيلي

جمهور بشطارزي يرحل إلى “عالم العبيد”

هدى بوعطيح

صنعت أغلب العروض المسرحية، التي قدمت على خشبة المسرح الوطني الجزائري، أو في قاعة الموقار، الفرجة في إطار المهرجان الوطني للمسرح المحترف، حيث استمتع الحضور أمسية أول أمس بمسرحية “عالم العبيد” للمسرح الجهوي لقالمة، ضمن عروض المسابقة الرسمية، أين أبدع رجال الخشبة في تقديم مشاهد أمتعت على مدار ساعة عشاق الفن الرابع في الجزائر.

غصت قاعة “مصطفى كاتب” بالمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، بجمهور كبير، جاء للاستمتاع بعروض اليوم ما قبل الأخير من عمر التظاهرة، حيث كانوا على موعد مع مسرحية “عالم العبيد” للمسرح الجهوي لقالمة المقتبسة عن روائع المسرح العالمي “الثعلب والعنب” من التراث اليوناني للمؤلف البرازيلي فيجيرادو، والتي أعدها دراميا عيسى جقاطي، وأخرجها لطفي بن سبع، والذي رحل برواد القاعة إلى عالم العبيد والملوك، والبحث عن الحرية، مسقطا العمل على المجتمعات العربية والمسلمة.
ومن خلال 05 أشخاص دارت أحداث المسرحية، بين “العربي” الفيلسوف العاجز والأناني والذي لا يهمه مصير زوجته، و«جميلة” زوجة محبطة وتائهة، تبحث عن الحنان وزوج عطوف وجدت صفاته في “معمر” المواطن الذي يطالب بحريته ويستعبده زوجها “العربي”، وتفعل المستحيل لتمكينه من حريته، وإن كان على حساب شرفها، إلا أنه يرفض خيانة سيده ويفضل العقاب بالجلد والحبس على أن يخون الأمانة، إضافة إلى الخادمة التي تطمح للوصول إلى سيدها بكل الطرق، و«صام” الأجنبي الذي يحصل على ما يريده دون أن يطالب به ووسط ديكور يصف واقع العبودية، بالأغلال واستخدام السياط والسجن، أبدع كل من محمد العربي بهلول، محمد عريبي، عتيقة بلزمة، فطيمة بوشمال وجلال سيف الدين في تقديم شخصيات متناقضة لا تستغني عن بعضها البعض، وتعيش في اضطراب متواصل، وسعت إلى إيصال رسالة نابعة من أعماق مجتمعات، ما تزال تحلم بالحرية وتعيش في ظل الاضطهاد والعبودية، وذلك في قالب فكاهي، استحسنه رواد القاعة، الذي أبانوا عن إعجابهم بهذا العرض من خلال التصفيقات.
مخرج المسرحية لطفي بن سبع أكد في تصريح له بعد نهاية العرض، أنه تحفظ في بداية الأمر، عندما عرض عليه نص “عالم العبيد”، كونه كان يقترب من النصوص الفلسفية، ولا يحبذ المواضيع التي تفسر العقدة بالعقدة، مشيرا إلى أنه يفضل النصوص البسيطة المؤسسة على البناء الدرامي.. واعتبر بن سبع هذا العمل المسرحي بمثابة التحدي، وفضل تقديمه على خشبة المسرح، باستخدام الرمز والدلالة، كونه اعتبر المتفرج الجزائري جزءا لا يتجزأ من المسرحية، ولا يجب الاستهزاء بما يقدم له، مؤكدا على ضرورة تقديم أعمال تخاطب فكره، وتمكنه من فك عقدة المسرحية.
للإشارة تختتم سهرة اليوم فعاليات المهرجان الوطني للمسرح المحترف، بعد عرض أكثر من 50 مسرحية، منها 16 عرضا في إطار المسابقة الرسمية، حيث يعلن عن الفائزين بجوائز المهرجان، في انتظار من سيحصد جائزة أحسن عرض متكامل، والتي حجبت في الطبعة التاسعة من التظاهرة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024