ملحمة تاريخية رسمها مبدعون
أحيت قالمة الذكرى الـ 70 لمجازر 8 ماي 1945 التي اقترفها الاستعمار الفرنسي في حق الجزائريين العزل، حيث تنوعت النشاطات ما بين ملتقيات تستذكر الحدث، بمشاركة السلطات الولائية، تمّ بالمناسبة توزيع مفاتيح سكنات وظيفية لفائدة 34 أستاذ بجامعة 08 ماي، زيارة معلم تاريخي مخلد للمجازر ببلدية أحمد بومهرة، تلته زيارة المعلم التاريخي «فرن الجير» و»كاف البومبة» بهيليوبوليس، إضافة إلى مواقع تاريخية أخرى. تجمّعت السلطات والمواطنين عند المعلم التاريخي «الكرمات» بانطلاق المسيرة التاريخية إلى غاية ساحة 08 ماي 1945، موقع سقوط أول شهيد لهذه المجازر، وتلاوة فاتحة الكتاب ترحّما على أرواح الشهداء.
وتميّزت الاحتفالية بإنجاز جداريات بـ «الكرمات» تعبّر عن الملحمة التاريخية، وهذا ما صرّح به بعض الفنانين التشكيليّين بالولاية، حيث يقول عبد الغاني ضافري: «قمنا بإنجاز جداريات تخلد مجازر 08 ماي في إطار تنشيط المحيط، ونساهم في ترجمة الحدث المتعلق بالملحمة التاريخية من المقاومة الشعبية لغاية عيد الاستقلال، ولوحتنا تتمحور حول اندلاع ثورة نوفمبر».
وأشار الفنان التشكيلي حسين فنيدس لـ «الشعب»، إلى أهمية العمل بقوله: «قمنا بإنجاز جداريات الكرمات مقابل النصب التذكاري الذي يحمل أسماء شهداء منطقة قالمة، حيث أنّها تجسّد الملحمة التاريخية بمشاركة منخرطين وهواة ومجتهدين، قاموا بتجسيد عدة مراحل متسلسلة من المقاومة الشعبية، إلى انطلاق ثورة نوفمبر إلى أحداث الثامن ماي والعمل متواصل».
وفي ذات السياق، سطّرت مصالح أمن ولاية قالمة بالتنسيق مع مختلف المصالح الولائية برنامجا ثريا لإحياء هذه المناسبة، من خلال تنظيم حفل تكريمي على شرف متقاعدي الأمن الوطني، والمجاهدين وأرامل وأبناء الشهداء، وكذا المجاهدين من سلك الشرطة، حيث تمّ تكريم 21 متقاعدا من جهاز الأمن الوطني، وكذا 05 من مجاهدي الأمن الوطني، والفريق الفائز بالمناسبة.
كما تضمّن البرنامج إلقاء محاضرات والمشاركة في ندوات تاريخية بالتنسيق مع متحف المجاهدين، أين شاركت قوات الشرطة في الطبعة الخامسة لملتقى «الإبادة الاستعمارية، ودور الثورة الجزائرية في التحرر العالمي»، بمتحف المجاهد بقالمة، بحضور مجاهدين وأساتذة مختصين وأدباء وشعراء وطلبة من كافة الأطوار، بالإضافة إلى تنظيم دورات رياضية بالمناسبة في مختلف الرياضات.