يحتضن منذ أمس، قصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، ثلاثة معارض، خصصت للمملكة النوميدية والمخطوطات وأعمال الفنان التشكيلي الراحل كمال نزار، وهي المعارض التي تستمر فعالياتها حتى 31 جويلية القادم.
وتشكل هذه المعارض نقطة انطلاق لتعريف الجمهور القسنطيني في إطار قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015، بتاريخ المنطقة أثناء الحقبة النوميدية من خلال الآثار والحياة اليومية في سيرتا العتيقة، كما يكشف المعرض الثاني لكنوز قسنطينة من المخطوطات التي تم تأليفها عان المنطقة وفي حقب زمنية مختلفة، بينما يستريح الزائر للمعرض بين إبداعات الفنان التشكيلي كمال نزار من خلال لوحاته الفنية المختلفة.
قيرطا.. في معرض التاريخ
وفي المعرض الذي خصص للمملكة النوميدية، ذكرت السيدة “ كلثوم دحو كيتوني “ المشرفة على المعرض ومديرة المتحف الوطني سيرتا بقسنطينة، بأن هذا الحدث الثقافي، سيميط اللثام عن حقبة هامة في تاريخ قسنطينة، وهي فترة الحكم النوميدي، وهذا من خلال 6 فضاءات خصصت لـ: “الحياة اليومية في قرطن سيرتا، العمارة والهندسة المعمارية، الديانة والمعتقدات، الحياة الاقتصادية”.
وكشفت السيدة دحو أن المعرض يتشكل من حوالي 200 قطعة أثرية تروي المعيشة اليومية للإنسان النوميدي، وهي تتشكل من أواني فخارية مختلفة ومصابيح وحلي وميداليات وقطع نقدية وخرائط لمناطق صك العملة في شمال إفريقيا وبعض المدن الشهيرة خلال الحقبة النوميدية .
..مخطوطات من زمن الحفصيين
وعن معرض المخطوطات، صرّح السيد “لخضر درياس “ محافظ معرض المخطوطات، لـ”الشعب”، أن هذا المعرض جاء خصيصا وبمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية ليكشف للزائرين والباحثين الكنوز من المؤلفات التي كتبت عن قسنطينة في مختلف العلوم وهي شاهد بأن هذه المخطوطات لم تتطرّق فقط إلى الدين والعلوم الشرعية بل إلى تخصصات أخرى كالطب والحساب والنحو والصرف والفلك والتاريخ والأدب وهي أيضا شاهد على ازدهار التاليف منذ أواخر العهد الحفصي وحتى دخول الاستعمار الفرنسي إلى قسنطينة.
وذكر السيد درياس، بأن هذه المخطوطات والتي تصل إلى 160 جزءا، منها 70 مخطوطا تم استعارتها من جهات مختلفة، خصيصا للمعرض منها “جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الاسلامية، الزاوية التيجانية بقمار، زاوية الهامل، زاوية بن الشيخ بسيدي خليفة، زاوية الشيخ الموهوب ببني ورتيلان، المتحف الوطني للآثار بالجزائر، المكتبة الوطنية الجزائرية “، كما كشف المتحدث بأن هذه المخطوطات كتبت بيد خطاطين معروفي أمثال “ابن زقوطة والمكي الفقون” وآخرين مجهولين .
وتجدر الإشارة، أن هذا المعرض استخدمت فيه تقنيات متطورة للتصفح المخطوطات، وهي التقنيات التي سبق استخدامها في كل من تظاهرتي الجزائر وتلمسان.
لوحات بريشة الفنان كمال نزار
وعن معرض أعمال الفنان التشكيلي الراحل كمال نزار، قال السيد “محمد جحيش”، رئيس دائرة المعارض بالمتحف العمومي الوطني للفن الحديث والمعاصر، أن هذا المعرض، هو فرصة في هذه التظاهرة لإعادة ربط قسنطينة بأعمال ابنها المبدع كمال نزار وهو الذي عاش في “فلورنسا” بإيطاليا اكثر من 20 سنة، حيث سيكتشف عشاق الفن التشكيلي إبداعات هذا الفنان من خلال 130 لوحة معروضة في مختلف المواضيع وبمختلف التقنيات التي استخدمها هذا الفنان المبدع.
كما خصصت محافظة تظاهرة لقسنطينة عاصمة للثقافة 2015، كتابا يحمل عنوان “كمال نزار، ثلاثية الآمال والآلام” وهو يتكون من 245 صفحة تحمل بين طياتها طفولة وحياة وإبداعات وكل المعارض التي شارك فيها كمال نزار وأيضا ما كتبت عنه الصحف الوطنية.