انطلقت عشية أمس، بقاعة المحاضرات الكبرى، بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة فعاليات الملتقى الدولي حول “النخب الجزائرية والحركة الإصلاحية في النصف الأول من القرن العشرين”، وهذا كأول ملتقى يعقد في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية بمشاركة باحثين من الجامعات الجزائرية والعربية والفرنسية.
وحسب الدكتور سليمان حاشي، رئيس المركز الوطني للبحوث في علوم ما قبل التاريخ بالجزائر، فان هذا الملتقى يأتي كمحطة أولى للملتقيات العلمية في تاريخ تظاهرة قسنطينة، على اعتبار أن هذه المدينة كانت ولا تزال معروفة بعلمها وثقافتها من خلال شخصية علمائها الذين كان لهم الدور المميز في حراك الفكر العالمي والإصلاح الذي غير وجه العالم.
وأوضح الدكتور عبد الله بوخلخال عميد جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، أن الجزائر وفي كل مراحل تاريخها كانت لها نخبها السياسية، الفكرية، النقابية والإصلاحية، حيث يندرج هذا الملتقى في هذا السياق، وهو محطة ـ كما قال ـ لقراءة التاريخ قراءة جديدة من خلال مساهمات هذه النخب، في بناء هذا الوطن الذي تضرب جذوره في أعماق التاريخ.
من جهته ذكر الدكتور عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بأن هذا المؤتمر لتحديد مصالح النخبة ومدى التزامها بالإصلاح، لأن النخبة كما أوضح في سياق مداخلته، هي البوصلة المشعة التي يستهدي بها المجتمع ن فبين النخبة والإصلاح كما ذكر يوجد الوطن، مذكرا بأن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين هي من خلصت النخب من عقدة الاستعلاء، والجمعية هي من تؤيد “النخبة الفاعلة” كقاسم مشترك للمجتمع، دينيا، فلسفيا واجتماعيا.
وتجدر الإشارة، إلى أن هذا الملتقى الذي يدوم حتى 22 من أفريل الجاري، يرتكز على ثلاثة محاور وهي: “النخب الجزائرية والعالم العربي الإسلامي، تاريخ الحركة الوطنية الجزائرية في النصف الأول من القرن العشرين، موقف النخب الجزائرية من الاستعمار الفرنسي داخل الوطن وخارجه، تاريخ النخب الجزائرية في العهد الفرنسي وموقف الإدارة الاستعمارية منها، النخب الجزائرية وثورة التحرير”.
كما يتداول على المنصة العديد من الباحثين من خلال 36 محاضرة نذكر منها: “أثر العلماء في مواجهة الاستعمار، ابن باديس والإبراهيمي نموذجا”، للدكتور سعد بن علي الشهراني، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، “النخب الجزائرية والعالم العربي الإسلامي” للدكتور يوسف جمعة سلامة وزير سابق لدولة فلسطين، “الشيخ طاهر الجزائري ودوره في النهضة التعليمية في بلاد الشام” للدكتور عبد الله بوصفصاف من جامعة أدرار، “النخب الجزائرية الإصلاحية وموقفها من الاستعمار الفرنسي” للدكتور الهادي الحسني من جامعة الجزائر، “أحمد توفيق المدني مابين السياسة والإصلاح” للدكتور أحمد صاري من جامعة قسنطينة، “مالك بن نبي ورؤيته الحضارية للنضال الوطني والثورة الجزائرية” للدكتور يوسف قاسمي من جامعة قالمة.
وللتذكير فإنه تم برمجة 15 ملتقى علميا خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية، وهذا بمعدل ملتقيين في كل شهر، حيث ترتكز مواضيع هذه الملتقيات حول التاريخ والشخصيات التاريخية الجزائرية والفنون والآداب والثورة وسقوط قسنطينة.