شّدد حميد عيشاوي أمين عام لنقابة الفنانين، على ضرورة الاهتمام بالمواهب الشابة وتشجيعهم، من تنظيم تظاهرات ثقافية لإشراكهم فيها، وأن لا تقتصر هذه التظاهرات في مناسبات الأعياد الوطنية أو الدينية، داعيا المديريات الثقافية عبر 48 ولاية للقيام بدورها في هذا المجال، وتنشيط الساحة الفنية.
أبرز عيشاوي في حديث لـ«الشعب”، أهمية اكتشاف المواهب والتعريف بها، محليا ووطنيا وكذا تكوينها المستمر وتوجيهها قائلا: “نطلب من مديريات الثقافة عبر 48 ولاية أن يقوموا بعملهم، ولا تنتظر المناسبات بل العمل طيلة السنة، واكتشاف المواهب على المستوى المحلي ثم التعريف بها وطنيا، أنا اكتشفت بتلك الطريقة”.
وأضاف محدثنا أنه ينبغي، أن يكون لهذه المديريات برنامج سنوي ونشاط فني في مختلف التخصصات من مسرح، عروض الفن التشكيلي، شعر وغيرها، لاكتشاف المواهب كون الجزائر تتوفر على طاقة كبيرة من المبدعين في كل المجالات، وحسبه أنه لاحظ العديد من المبدعين الشباب من خلال تجوله في مختلف أرجاء الوطن، مشددا على ضرورة تكوين وتوجيه تلك المواهب بعد اكتشافها قائلا: “أنا اكتشفت 5 أساتذة في الموسيقى الذين درسوا قواعد الموسيقى، وهم حاليا يلحون جينريك كل الأفلام الجزائرية”.
وفي هذا الشأن، كشف أمين عام لنقابة الفنانين عن أن هذه الأخيرة قامت بمشروع لاكتشاف المواهب من مختلف الولايات وتكوينهم وتوجيهيهم، وهي تبحث عن الممونين المواهب، داعيا إلى إنشاء ملتقى يجمع كل الفنانين سواء كتاب الكلمات، ملحنين أو مسرحيين ليتبادلون الأفكار والأعمال فيما بينهم.
وبالمقابل، تحدث الأمين العام لنقابة الفنانين عن ضرورة مراقبة الأغاني التي تصدر في السوق والحرص على تقديم أغاني نظيفة، قائلا إن انتشار الأغاني السريعة والهابطة الهادفة للربح السريع كان بسبب الفراغ، الذي أحدثته العشرية السوداء، مما أدى إلى تراجع الفنانين الملتزمين، مضيفا أن نقابة الفنانين ليست ضد الأغاني العصرية، لكن يجب أن تكون كلمات الأغاني نظيفة.
وبدوره ثمن عيشاوي المرسوم الرئاسي لإعداد البطاقة المهنية للفنان، موضحا أن هذه البطاقة أنشأتها منظمة اليونسكو استنادا لما أرسل لها من اقتراحات من كل دول العالم، وذلك في مدينة “بارن” سنة 1980، ثم أعيد مراجعة القرار في 1997 بباريس أين قدم التقرير النهائي، مشيرا إلى أن الجزائر أخذت بهذه التوصيات، وأقلمتها حسب قوانينها كقانون العمل، وعلى حسب المتطلبات قائلا:«نحن دائما في تشاور مع الجهات الرسمية”.
وجدد تأكيده على أن نقابة الفنانين، لا تعرقل مهام أي جهة بل تعمل لهدف واحد وهو ضمان حقوق الفنان المادية والمعنوية، وعلى حد قوله أن كل جهة تمنح إضافة للثقافة عامة والفنان خاصة تسير معها، داعيا مؤسسات الثقافة لمد يد المساعدة لوزيرة الثقافة كون هذه الأخيرة تملك إرادة للمضي قدما، وأنها قبل كل شيء فنانة وتفهم لغتهم، على حد تعبيره.
