«الدراما المسموعة وفن الإخراج الإذاعي»، كتاب صدر عن منشورات المكتبة الوطنية الجزائرية للأستاذ إبراهيم جديدي، يسلط فيه الضوء عن مميزات الكتابة الإذاعية، وفن الإخراج، وجعله مرجعا لشباب المستقبل الذي يرغب في خوض غمار السمعي البصري، واكتشاف فنون الدراما المسموعة والإخراج الإذاعي.
في مقدمة كتابه يقول الأستاذ إبراهيم جديدي بأن الفن بجميع أشكاله ليس سوى عملية تعبير واتصال بين الفنان والمجتمع الذي يعيش فيه، مشيرا إلى أن معظم الفنون التي لها مقدرة على الانتشار والوصول إلى قلوب الجماهير هي الأعمال الدرامية المسرحية، السينمائية والتلفزيونية والإذاعية، ولكي يضع الفنان الدرامي ـ يقول ـ مضمون فكرته في شكل فني يسهل على الناس فهمه واستيعابه، فإنه لابد أن يستعمل أساليب التعبير التي يفهمها والتي تطورت عبر التاريخ.
قسّم الكاتب إصداره «الدراما المسموعة وفن الإخراج الإذاعي» إلى 05 فصول تحتوي على 32 موضوعا، حيث يتحدث إبراهيم جديدي في بداية كتابه عن الصلة التي تربط الفن الإذاعي باللغة، مشيرا إلى أن الكلمة المنطوقة هي الركيزة الأساسية في الفن الإذاعي المسموع بأشكاله المتنوعة، سواء كان حديثا أو خبرا أو حوارا أو تمثيلية، مبرزا بأنه لا مجال في الفن الإذاعي لإظهار تعبيرات الوجه أو اليدين أو حركات الجسم، مما يمكن أن يُعتمد عليه في المسارح أو التلفزيون.
ويرى جديدي بأن أشكال الإنتاج الإذاعي تختلف وتتنوع في صور شتى، ولكنها لا تخرج عن كونها «صوتا» يحمله الأثير بعد تدفقه من القناة الإذاعية، ابتداء من الميكروفون إلى أذن المستمع، معتبرا الصوت هو العنصر الأساسي والوسيلة الوحيدة التي تستخدمها الإذاعة، وقد يكون كلمة منطوقة أو لحنا مغنى وموسيقى أو مؤثرا صوتيا طبيعيا أو صناعيا.
كما تطرق المؤلف إلى الأداء الإذاعي، مشيرا إلى أنه المرحلة النهائية في عملية الإنتاج الإذاعي، وعليه يتوقف مصير العمل الفني، حيث أن الأداء يمكنه من رفع قيمة العمل أو يخفضها، أما عن الكاتب الإذاعي فيقول إبراهيم جديدي بأنه يجب أن تتوفر فيه مجموعة من الخصائص من بينها الخبرة والإحساس بأي عمل ينجز والخبرة بالنماذج البشرية والمجتمع الذي يكتب له، إضافة إلى الخبرة بالتاريخ والأحداث الوطنية والعالمية وأيضا بأسلوب التعامل الإذاعي وفن الكتابة والقدرة على تخيل المواقف الاجتماعية والإنسانية، وأن يكون الكاتب الإذاعي أديبا ومفكرا كون الكتابة ـ حسب جديدي ـ نتاج أدبي وفكري مستوحى من واقع الحياة والتجربة الاجتماعية أو الإنسانية وخصوصا التمثيلية.
من جانب آخر أفرد الأستاذ إبراهيم جديدي فصلا كاملا للحديث عن فن الدراما الإذاعية نشأتها وخصائص التمثيلية الإذاعية، إلى جانب تقنية الكتابة الدرامية وتطور التمثيلية المسموعة وأهمية المؤثرات الصوتية، وأيضا مصادر الكاتب الدرامي الإذاعي، هاته الأخيرة لخصها في المصادر التراثية، التاريخ العربي والإسلامي والعالمي القديم والمعاصر، إلى جانب الكتب الدينية وعلى رأسها القرآن الكريم والكتب الأدبية والعلمية والمسرحيات العربية والعالمية والخيال وهو المصدر الذاتي للكاتب، حسب جديدي.
وعرج الكاتب أيضا للحديث عن الإخراج الإذاعي والذي اعتبره موهبة وفنا قبل أي شيء، وقسمه إلى الإخراج الأدبي والدرامي، كما تحدث عن مراحل إخراج التمثيلية الإذاعية، بداية بقراءة النص واختيار الممثلين وتوزيع الأدوار، إضافة إلى تدريب الممثلين والتعرف على استديو التسجيل.
وفي ختام كتابه قدم إبراهيم جديدي نموذجا لكيفية الإخراج والكتابة الإذاعية من بينها «قوى الخير تتغلب على قوى الشر» وهي تمثيلية للأطفال، إلى جانب «عفيفة والحذاء»، ورواية ثورية واقعية بعنوان «الشهيد الحي».
خلال مؤلفه «الدراما المسموعة وفن الإخراج الإذاعي»
إبـراهيم جديـدي يبـرز مميــزات الكتابـة والإخـراج الأثيـري
تقديم: هدى بوعطيح
شوهد:1418 مرة