أسدل الستار في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس على فعاليات الطبعة السادسة للموسيقى الأندلسية بدار الثقافة للقليعة بتكريم متميز للفنانة القديرة “نرجس”، عقب الاستمتاع بعدة مقاطع موسيقية وغنائية للجوق النسوي الوطني لهذا النمط الموسيقي، والذي تشكّل لأول مرة بترسانة بشرية قدمت من مختلف ولايات الوطن.
وكانت الفنانة “نرجس” قد حظيت خلال السهرة الختامية بتقدير متميز من الجمهور الذي صفق لها طويلا، ومن محافظة المهرجان التي أعدت لها تكريما خاصا يليق بمقامها، باعتبارها إحدى الركائز الصلبة التي تقف عليها الموسيقى الأندلسية ببلادنا حاليا وهي الفنانة التي كرّرت مرارا مصطلح العودة إلى الساحة الفنية بكواليس دار الثقافة بعد غياب سجّله جمهورها، مؤكدة على أنها لم تغب ذات يوم و لم تبتعد عن الساحة مثلما يشاع عنها، وإنما تمّ تغييبها لمرات عديدة لأسباب تتعلق بخصوصية النمط الموسيقي الأندلسي الذي يعتمد في معظمه على القعدات الطويلة نسبيا، كما تألقت في ذات السهرة الفنانة الصاعدة “لامية معديني” التي قادت الجوق النسوي الوطني في تنشيط الجزء الأول من السهرة في تجربة هي الأولى من نوعها، تترجم مدى تعلق الجنس اللطيف بهذا النمط الموسيقي، إلا أن الأداء المتميز للمجموعة يوحي بأن تشكيلها لم يكن وليد الأمس القريب وإنما يحوز على امتداد عبر عدّة سنوات خلت، بحيث حظي الأداء المتميز بتقدير كبير للجمهور الذي غصّت به قاعة العروض وامتلأت عن آخرها.
أما مسك الختام، فقد حظي به المطرب الأندلسي “فريد خوجة” الذي أدرج عرضه وفق ثلاث فترات، تتعلق الأولى بمشموم من نوبة “الرأن” والثانية بالحوازة أما الفترة الأخيرة فقد فاجأ المطرب بمعية فرقته الموسيقية جمهور المهرجان بألوان عصرية على طبق من الموسيقى الكلاسيكية، في بادرة منه للتقرب من أذهان الشباب وأذواقهم، مما أضاف للمهرجان جرعة فنية زائدة أكسبته مزيدا من السمعة والتميّز، لاسيما في ظل تصاعد وتيرة رد الاعتبار لهذا النمط الموسيقي من لدن الجهات الرسمية والحركة الجمعوية.
وانتهت فعاليات المهرجان وطويت صفحة الطبعة السادسة منه، على أمل عقد طبعة سابعة أكثر تميزا وتنظيما صائفة العام القادم، بالنظر إلى خصوصية منطقة القليعة السياحية خلال موسم الاصطياف، إلا أنّ جل الذين حضروا الطبعات السابقة أجمعوا على أنّ الطبعة السادسة التي أسدل عليها الستار أول أمس كانت الأكثر تنظيما وثراء، مقارنة مع الطبعات السابقة، ويبقى ضيق قاعة العروض بدار الثقافة، والتي لا تسع لأكثر من 800 مقعد الهاجس الوحيد الذي أضحى يؤرق محافظة المهرجان.