بختــي بــن عـــودة مشـروع لم يكتمـــلمحمود بوزيد، أن الحديث عن المرحوم بختي بن عودة، كقامة أدبية، حديث «ذو شجون»، لا ينتهي بمجرد لقاءات، تقام خارج الأضواء.
وأضاف أن بختي مشروع فكري وفلسفي، «ارتبط بالورشة التي كانت تجمع مجموعة أفاق وبعدها الفكري».
وأضاف صديق المرحوم لـ»الشعب» أن جمعية الآفاق، كانت «بمثابة الأرض الموعودة التي هربنا إليها بمشاريعنا والكثير من أحلامنا فترة التحولات»، أن بختي بن عودة، «مشروع لم يكتمل»، استمّرت تيارته الفكرية بطريقة أو بأخرى مع المرحوم الأستاذ الدكتور، حميد حمادي، الذي رحل وترك أعمالا لم تكتمل، تصبّ في إطار الحداثة والمفاهيم الجديدة.
وواصل محمود بنبرة حزن وأسف «علينا أن نجمع وفاءا للمشروع، ما تبعثر من كتابات الكاتب والشاعر الجزائري، سعيد هادف في المنفى الإختياري بالمغرب والكثير من النصوص المبعثرة لمحمد بن زيان وغيرها من الأعمال التي تصب في نفس الإطار».
وحسب الشاعر فان بختي حاول بختي بن عودة، جاهدا أن يجد البصمة، واستطاع التفرّد والفرادة في كتاباته ولم يكن نسخة رديئة من هذه التحوّلات، وإنّما ارتبط بالشّعرنة والمفاهيمية.
وتميّز بقدرة خارقة على توريد المفاهيم والكتابة بلغة شعرية فلسفية جمالية»، لكن رحيله المبكر ـ يقول المصدر ذاته ـ «لم يمكّنه من إقرار المفاهيم التي كانت تفاجأنا أحيانا»، وفي السياق أشار بوزيد إلى تجربة بختي الإبداعية بينه وبين الباحث والكاتب الجزائري، سعيد هادف، فيما يسمى بالنصوص المشتركة، وثمرتها «أهاليل»، واحد من أهم النصوص المفقودة.
واستطرد: «على هذا النحو يكون الراحل قد مات، وهو الاستثناء المنقطع النظير ورغم ذلك لم يصدر أي كتاب عن الشاعر، الناقد، الصحفي الراحل، بختي بن عودة، منذ اغتياله يوم 22 ماي من عام 1995، مؤكّدا أن ما تركة الراحل من أعمال منثورة أو أفكار بحاجة إلى إثراء، أكثر مما قدّمه من أعمال مطبوعة بحسابه المكتبي.
وتحدثّ صديق المرحوم، خلال أمسية استذكارية بختي بن عودة بالصالون الوطني للكتاب في طبعته الـ17 بوهران، المنظم من طرف النقابة الوطنية للناشرين الجزائريين عن الهوامش والحواشي المكتوبة بقلم الرصاص على كثير من المجالات والكتب الخاصة ببختي بن عودة، وحتى كتب الأصدقاء المستعارة.
وقال أن من هذه المجالات تتولّد الأفكار والمفاهيم، وأن الكثير من نصوص بن عودة، انطلقت من هذه التعاليق والخربشات التي نجدها بجناحه في المكتبة الكاتدرائية بوهران وغيرها من المؤسّسات الأخرى.
وتابع قائلا أن الساحة الثقافية الوهرانية بجميع مكوناتها، تعاني من ما وصفها بـ»الجنائزية»، وربط المصطلح بـ»ظاهرة المناسباتية»، خاصة بعد رحيل أسماء جزائرية، تركت إرثا كبيرا، يتم أحياؤه خلال مناسبات معينة، عادة ما ترتبط بذكرى الوفاة، مطالبا في الختام المهتمّين بالشأن الثقافي بجمع نصوص بختي بن عودة من كتابات نقدية وأشعار في «ديوان».
وختم محمود بوزيد، الشاعر، المهتم بالبراسيكولوجيا والسينما وتاريخ الحضارات القديمة والفلسفة والطبخ والجمال، قوله متحسّرا أن «وهران كانت قلبا مشتعلا وأصبحت هوامش تحكم في القلب».