يرى الإعلامي والرّوائي رياض وطار أنّ هنالك سؤال لطالما طرحه الإعلاميون على الروائيين والنقاد، مفاده “هل أنت مع أو ضد مفهوم الأدب الاستعجالي؟”، وكان من شاطر الرأي، معلّلا ذلك بكون النّصوص التي تكتب في اللحظة تعبر عن الواقع المعيش الحالي، ولا يمكن الاستغناء عنها باعتبارها تؤرّخ لتلك المرحلة، مثل ما سمي بـ “الثورات العربية” أو “العشرية الحمراء” التي عاشتها الجزائر في التسعينيات، وما هذه سوى بعض الأمثلة.
من جهة أخرى، يقول وطار، نجد من انتقد هذه النّصوص، وقال إنّ على الرّوائي أن يتريّث قليلا ليكتب نصا جميلا يعبّر عن مرحلة ما، بعد أن يكون قد هضم الموضوع جيدا من كل جوانبه.
ويسترسل وطار في الإجابة عن ذات السؤال قائلا: “أمّا بالنّسبة لي فأنا أرى أنّ النّص يفرض نفسه على الكاتب، لذا لا يمكن أن يكون لصاحبه حرية الاختيار في انتقاء ما يكتبه..فإذا كان النص يساير الأحداث التي نعيشها، فبأيّ حق نمنع صاحبه من سرده؟ وإذا ما قمنا بذلك فذلك سيحيلنا طبعا إلى ممارسة المقص على المبدع، وهذا عكس ما هو شائع ومعروف في مجال الإبداع الذي يتّسم بحرية مطلقة”.
ويضيف وطار: “لا يمكن لأي كان مهما كانت صفته أن ينصّب نفسه حاجزا، ويمنع المبدع أن يمارس إبداعه بكل أريحية، لذا فأنا لا أؤمن كثيرا بهذا الجدل القائم، وأعتبره جدلا عقيما لا جدوى منه، خاصة وأنّ النص الجيد لا محالة سيفرض نفسه بقوة، وسيلتفت له النقاد ويتناولونه بإسهاب”.
وكمثال على هذا، يستشهد رياض وطار بكتب يقول إنها أصدرت مباشرة بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، ويذكر منها كتاب “ثورة مصر” لسمير أمين، أو كتاب “لماذا لا يثور المصريون؟” لعلاء الأسواني، وهما كتابان لاقيا رواجا ونجاحا كبيرين، إلى جانب رواية هشام الخشن “سبعة أيام في التحرير” التي نفذت مباشرة بعد صدورها، خاصة وأنّها تساير الوقائع التي أدت إلى سقوط نظام آل مبارك..”فبأيّ حق نمنع المبدعين من كتابة ما يجول بخاطرهم إذا كان هنالك قراء يحبذون اقتناء كتبهم؟ المهم بالنسبة لي أن يكون المبدع متمكّن من تقنيات كتابة الرّواية أو أي جنس من الأجناس الأدبية، ويصدر لنا نصّا جميلا يرقى إلى مستوى الإبداع”، يقول وطّار.