بحضور شخصيات سياسية وثقافية في مقدمتهم الوزير الأول

العرض الشرفي للفيلم الملحمي «كريم بلقاسم»

هدى بوعطيح

شهدت قاعة الموقار أول أمس العرض الشرفي الأول للفيلم الملحمي «كريم بلقاسم»، الذي قدم مخرجه أحمد راشدي لمدة قاربت الـ 03 ساعات، بطولة ونضال أحد صناع الثورة التحريرية المجيدة، وأحد قادة جيش التحرير الوطني الذي انتهج طريق الكفاح المسلح ضد المستعمر الفرنسي بدءا من سنة 1947، ليحكم عليه بالإعدام بتهمة المساس «بسيادة فرنسا « مثلما روّجه المستعمر.
 عرف فيلم كريم بلقاسم إقبالا كبيرا لشخصيات سياسية وثقافية وفنية، يتقدمهم الوزير الأول عبد المالك سلال رفقة طاقم من حكومته، حيث أثنى سلال في كلمة مقتضبة بمناسبة تكريمه للمخرج أحمد راشدي على هذا العمل الملحمي، مؤكدا بأن هذا الانجاز سيسجله له تاريخ الجزائر العريق، في حين قال راشدي: «مهمة اكتملت».

أبدع المخرج راشدي في تصوير الفيلم، الذي يدخل في إطار المشاريع السينمائية التي برمجتها وزارة المجاهدين للاحتفال بخمسينية الاستقلال، حيث أبرز الجوانب الإنسانية والحماسية لشاب جزائري طموح أخذته العزة لأن يرى الجزائر حرة مستقلة، وقف الشاب بالمرصاد لرشاشات وطائرات العدو الفرنسي، ولم يثنه الحكم بالإعدام لمواصلة كفاحه.
تبدأ قصة الفيلم سنة 1947 بقرية «تيزرى نعيسي» بدراع الميزان، حين يعود كريم بلقاسم إلى مسقط رأسه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، ليتفاجأ بالأوضاع التي آل إليها الجزائريون في ظل الاستعمار الفرنسي، ويعلن التمرد على الطغيان، لتكون البداية بوقوفه علنا ضد التجنيد الإجباري الذي يؤكد على الانتماء والموالاة لفرنسا، ويؤمن بفكرة الكفاح المسلح كخيار وحيد لاستقلال الجزائر. شارك كريم بلقاسم في عمليات فدائية وثورية ضد العدو الفرنسي، وأصبح قائدا للولاية الثالثة «القبائل».
ولم تقف كاميرا أحمد راشدي عند تصوير نضالات كريم بلقاسم، حيث قدمت مختلف الأحداث التي عرفتها تلك الفترة، لا سيما النزاع القائم بين المصاليين والمركزيين، واقتراح مصطفى بن بولعيد لتنظيم لقاء مع كريم بلقاسم وأعمر أوعمران للتنسيق والتعاون ووضع حد لهاته الصراعات، أين تم عقد لقاء بحيدرة بالعاصمة حضره كريم ومساعده أوعمران وديدوش مراد.. ثم لقاء آخر في أحد مقاهي القصبة حضره بن بولعيد الذي تغيب عن الاجتماع الأول وكانت الفرصة لمناقشة قضية الكفاح المسلح، وهو الاجتماع الذي أبرز أيضا قضية الخلاف حول منطقة القبائل ومدى تأهيلها للحرب واندماجها في معركة الحرية أسوة بالولايات الأخرى، إلا أن كريم بلقاسم رفض هذا المبدأ واعتبرها مؤهلة للقيام بالعمل الثوري، وبعد التفاوض تم الاتفاق على أن تكون القبائل منطقة مستقلة بقيادة كريم بلقاسم ومساعده اعمر أوعمران.
الفيلم صور أيضا اجتماع لجنة الـ 22 والإعلان عن بيان أول نوفمبر، لترصد بعدها الكاميرا أحداث الثورة التحريرية الكبرى ودور كريم بلقاسم خلال هاته الفترة، والعمليات والانتصارات التي حققتها الولاية الثالثة بقيادته.
أحمد راشدي قدم أيضا بعض الخلافات التي كانت تحصل بين قادة الثورة، ولا سيما مع الشهيد عبان رمضان حول بعض المسائل المتعلقة بالتنظيم والتسيير ورفض الثوار لمجمل آرائه واقتراحاته، وبقيت عالقة إلى غاية حضور فرانتز فانون للقاء كريم بلقاسم وإخباره بوفاة عبان رمضان، لتتوالى أحداث الفيلم ويتطرق إلى المنفى في تونس والقاهرة، ومرحلة اتفاقيات ايفيان والتي كان من بين الموقعين عليها، لتتوقف كاميرا أحمد راشدي عند مقولة كريم بلقاسم بعد توقيعه للاتفاقية «اكتملت المهمة».
وبالرغم من النقائص التي عرفها الفيلم، حيث بدت بعض الأحداث متقطعة وعدم التطرق إليها بشفافية، إلا أن المخرج راشدي نجح في تقديم صورة حقيقية عن البطل كريم بلقاسم وعن شخصية كان لها وزنها في تاريخ الثورة التحريرية، كما كانت بعض اللقطات التي تصور العمليات العسكرية لفرنسا ضد المجاهدين مؤثرة أثارت إعجاب الحاضرين الذين صفقوا لها بشدة.
للإشارة فيلم كريم بلقاسم الذي كتبه المجاهد الرائد عز الدين والصحافي بوخالفة امازيت، ساهم في إنتاجه صندوق تنمية الفنون والتقنيات السينمائية، التابع لوزارة الثقافة، وقد تقمص فيه دور كريم الممثل سامي علام، وشاركت فيه نخبة كبيرة من الفنانين من بينهم مصطفى لعريبي في دور عبان رمضان، احمد رزاق، سليمان بن واري، بوعلام عميروش، أحمد بن عيسى، إضافة إلى بهية راشدي. 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024