الشاعر الشعبي بوزيان رحماني حاج براهيم لـ«الشعب»:

الشعـراء المتطفلـون أفسدوا ذوق القصيـدة

ز/ كمال

دعا الشاعر بوزيان حاج براهيم إلى ضرورة تطهير الساحة الثقافية من بعض المتطفلين الذين انتسبوا ظلما إلى ساحة الشعر الشعبي، بسبب غياب لجان القراءة المتخصصة في تقييم الأعمال الأدبية الحقيقية التي تعكس فعلا مستوى ما يقدم من إبداعات بإمكانها المشاركة في مختلف التظاهرات الثقافية المحلية والوطنية وحتى الأجنبية وعبر بالقول «أن الشعر الشعبي له أهله، ذوقه وميزاته غير أن بعض المتطفلين عكروا هذا الجو وأرادوا الخوض فيه، معتقدين أنه سهل المنال وبإمكانهم القفز على الواقع وكل المراحل التي تجعل من الشاعر ناطقا باسم مجتمعه ومعبرا بالفعل عن مكوناته وحاملا لرسالته»..

 التقته «الشعب» بمناسبة تنظيم الملتقى الوطني الرابع للموروث الشعبي ببومرداس، وقد حضر خصيصا من ولاية عين الدفلى، وبالضبط من مدينة العطاف للمشاركة في التظاهرة وتقديم بعض القصائد الشعرية في الشعر الشعبي التي ألفها عبر محطات وفترات مختلفة من مسيرته الإبداعية، إنه الشاعر بوزيان رحماني حاج براهيم الذي جمع بين رزانة وحكمة الكبار وبين حيوية وطموح الشباب في حديثه وتحكمه في تكنولوجيا الاتصال الحديثة كالانترنت والفايسبوك، وهنا يفتح قلبه لـ «الشعب» التي يعتز بها وبذكرياتها الجميلة من أجل الحديث عن مسيرته مع الكلمة الموزونة، تقييمه لواقع الشعر الشعبي وآفاقه المستقبلية في ظل كل هذه التراكمات والفوضى التي تعيشها الساحة الشعرية..
 الشعب: من هو حاج إبراهيم؟
 حاج براهيم: أنا من مواليد ١٩٥٢/١٠/٢٩ ببلدية العطاف ولاية عين الدفلى، متقاعد، بدأت كتابة القصيدة الشعبية مبكرا نظرا لميلي الكبير لهذا النوع من الشعر باعتباره الأقرب إلى المجتمع والأصدق من حيث التعبير عن الذات، العواطف، هموم وانشغالات المجتمع وكل ما نعيشه من يوميات، كما حمل أيضا مسيرة النضال الوطني والثورة التحريرية ولا يزال يقدم الإبداعات ويتغنى بحب الوطن..
 ^ ما هي المجالات التي تبدع فيها؟
 ^^ قدمت لحد الآن حوالي 40 قصيدة في الشعر الشعبي، هي عبارة عن كوكتال متنوع بين الاجتماعي الذي يتناول قضايا المجتمع ومحاربة الآفات السلبية في الوسط الشباني، وقصائد أخرى فكاهية تربوية هادفة أشهرها قصيدة «بوزلوف» التي كتبتها سنة 1999، وهناك قصائد تروي الأحداث المأساوية التي عاشتها الجزائر خلال العشرية السوداء ودور الرئيس بوتفليقة في إطفاء نار الفتنة بين الجزائريين ومنه جاءت قصيدة «بوتفليقة كالقمر طل علينا» التي الفتها سنة 2007، إضافة إلى قصائد أخرى في الغزل وغيرها من المجالات الأخرى..
 ^ تشارك  في مهرجان الموروث الثقافي ببومرداس، كيف تقيم هذا النوع من التظاهرات..؟
 ^^ في الحقيقة هي مناسبات مهمة للتلاقي والاحتكاك بين مختلف الفاعلين في الساحة الثقافية والأدبية من شعراء وأساتذة باحثين المهتمين بدراسة التراث الشعبي الجزائري وحمايته من الإندثار، رغم ذلك فإني لا أزال انتقد واقع القصيدة الشعبية في الجزائر نظرا لأنها خرجت في بعض الفترات عن الأيدي الأمينة التي تبنتها وحملتها طيلة مسيرتها التاريخية الطويلة بروادها المعروفين، حيث ظهرت قصائد وبرز بعض الشعراء أضروا بالشعر الشعبي أكثر مما نفعوه، وذلك راجع لحالة الفوضى في الساحة وغياب النقاد ولجان القراءة عبر المؤسسات الثقافية المكلفة بإدارة وتنشيط الفعل الثقافي، خاصة الأسابيع الثقافية بالولايات والمهرجانات المحلية التي يغيب فيها الغربال وأصبحت المشاركة للجميع بغض النظر عن مستوى وقيمة العمل الفني، كما يتحمل بعض المسؤولين على المراكز الثقافية مسؤولية هذا الوضع نظرا لجهلهم بقيمة الشعر والقصيدة الشعبية على وجه الأخص ودوره في حفظ الهوية الوطنية والتعرف بها.
أما عن طبيعة مشاركتي في تظاهرة الموروث الثقافي، فقد جاءت بناء على دعوة من قبل المنظمين لحضور فعاليات الملتقى وتقديم بعض القصائد على الجمهور الحاضر ومنها قصيدة «حي بلادي» التي تتغنى بحب الجزائر المستقلة وأهمية الدفاع عنها وعن كل المكتسبات المحققة في الميدان.
 ^ تشكل التظاهرات الثقافية المحلية، إضافة للفعل الثقافي وفرصة للمبدعين من شعراء وفنانين آخرين لإبراز مواهبهم من جهة، وخلق هوامش للكسب المادي من جهة أخرى على الأقل من وجهة نظر المنظمين، ما تعليقك؟     
 ^^ نحن نشجع مثل هذه المبادرات الثقافية التي تنظم دوريا على المستوى المحلي، وأهمها الأسابيع الثقافية بالولايات التي فتحت الباب واسعا أمام كل المبدعين للمشاركة والاحتكاك، إبراز القدرات والمواهب، كما أننا نثمن عاليا الدور الذي تقوم به وزارة الثقافة في هذا الجانب خاصة ما تعلق بخلق فضاءات للمبدعين تتيح لهم فرصة الكسب المادي خلال هذه المشاركات التي قد تصل حتى 50 ألف دينار كمساعدة، على الأقل للتعويض عن الأتعاب والتكاليف اليومية في ظل الحالة الاجتماعية والمهنية الصعبة التي يعيشها الفنان قبل تجسيد القانون الأساسي المنتظر، مع ذلك فاني أملك لنفسي حق التحفظ على طريقة المشاركة في الأسابيع الثقافية، حيث يغيب فيها المعيار النقدي على الأعمال المقترحة في تمثيل الولاية أحسن تمثيل ولو كان ذلك على نفسي وقصائدي الشعرية.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024