تتواصل فعاليات الأيام الوطنية 22 لمهرجان المسرح لمدينة سكيكدة، مع تقديم عرضين مسرحيين في اليوم الثاني “ القضية” لورشة الخشبة الذهبية لسيدي بلعباس، لمصمّمها الكاتب بوعجاج إلياس، المستنبطة من رواية “لو بروسييه” لجوزيف كافكا، وهي التي تعكس معاناة المواطن من بيروقراطية الإدارة ومن ضغط المسؤولين، إضافة إلى سوء معالجة القضاء لتهمة افتراضية لم يكن بإمكان “المتهم” هشام سكوم التعرف عليها إلى غاية إسدال الستار على العرض.
وقد أبدع في تصويرالأحداث على الخشبة كل من سكوم هشام، سليم يوسف، بلعباسي عبد الغني وبهلولي أمينة، وغيرهم من أعضاء “ورشة الخشبة الذهبية” للمسرح الجهوي لمدينة سكيكدة، تدور أحداث القصة في بهو منزل أحد الأشخاص، تقدم إلى بيته ذات صباح أحد موظفي الإدارة العامة ليطلعه على تورطه في “قضية”، مطالبا إياه بإثبات عكس ما نسب إليه من تهم تمس بالنظام العام للإدارة العامة، أمام دهشة المتهم الذي تتضاعف متاعبه، بعد توافد العديد من الأعوان تباعا إلى مقر سكناه لتبليغه وتفتيشه قبل تحميله أعباء “القضية”.
تقف المسرحية بين هذا وذاك، عند بعض الآفات اللاأخلاقية، من خلال كوميديا ساخرة تصور الكيفية التي يحاكم فيها المتهم الافتراضي في بيته، وسط تهاطل الأوامر عليه من مختلف المسؤولين باختلاف مستوياتهم ورتبهم دون اطّلاع ولا واحد من هؤلاء على نوعية التهمة، وفي غياب أي وثيقة رسمية تثبت الإدانة.
وتتم المحاكمة وسط بهو المنزل بتعليق مصير “المتهم” بما تسفر عنه لعبة الورق بين المسؤولين، ليتدخل “القاضي” بعد إصدار مدة العقوبة، ليطالب بتوضيحات حول نوعية التهمة دون أن يتلقى ردودا مقنعة من المسؤولين الذين تأكد أنه ولا واحد منهم يعي حقيقة ما ارتكبه المتهم في “القضية”التي أبقي على نهايتها مفتوحة أمام عديد القراءات التي تستمد معطياتها من الواقع الذي يعيشه المواطن في المجتمع الجزائري، بعد أن شلّ المتهم وأصيب بالجنون.
وتلتها على الركح في ثاني عرض، تعاونية عامر للثقافة والسياحة لولاية سطيف، بمسرحية “ عيني في عينك”، من تأليف مراد بن الشيخ، وإخراج نبيل بن سكة،سينوغرافيا بوديسة بوبكر، ومدة العرض ساعة وعشر دقائق.
تدور أحداث المسرحية بين أربع شخصيات، “بصرو، وعوينات، والشايف، وبوعوينة الذي يقود المجوعة بأنانيته وفي طريقهم للبحث عن الكنز، يبدأ النزاع، والصراع بين الأصحاب الأربعة، و تتصادم الآراء للبحث عن الكنز، أو الطريق المضمون للعودة إلى الديار، فكيف ينتهي بهم مصيرهم في النهاية يا ترى؟”
وقد، تجاوب محبو المسرح بمدينة سكيكدة، في أول العروض المقدمة أول أمس، في إطار الأيام الوطنية لمهرجان المسرح في طبعته الثانية والعشرين، بعرض مسرحية “ العويل في الزمن المهزوم” لجمعية “الناقوس للمسرح والسينما”من الأغوات، تأليف إسماعيل خلف وإخراج رحمون إبراهيم ،اقتباسا من نص السوري إسماعيل خلاف و هي ثالث عمل للفرقة.
« بقعة ضوء على ساعة ضخمة تتوسط جدار المسرح صوت لعويل القطار بقعتا ضوء على وجهِ الشخصيتين، تتحدثان بصوت أقرب إلى الهمس “، هي مقاربة أهمية الوقت والزمن في الحياة، وتقول في موضوعها أن على كل إنسان أن يتعلم الكثير قبل أن يمضي، علينا أن نتعلم كيف نعيش وعلينا أيضا أن نتعلم كيف نموت، تحكي عن عالم الأموات، وهم أي الأموات، يروون تجاربهم ويعودون بأفكارهم عبر منولوجات وحوارات للماضي.
وعرضت في نفس السهرة مسرحية بابوراطوار،للمسرح الجديد لمدينة يسر ببومرداس، نص المسرحية الأصلي “لسلافومير مرزاك” و اقتباس “علي تامرت”، إخراج وسينوغرافيا عبد الغني شنتوف عالج ممثلوها المسرحيون أحسن بشار ،محمد بريك شاوش ،احمد بشار فوق لوح بالي وسط بحر أجاج متلاطم الأمواج قضية حب الإنسانية ،حيث شاءت الأقدار أن يبقى ثلاثة على قيد الحياة يتعذبون يتضورون جوعا ،كاشفين صدروهم للمجهول الذي يتربص بهم ، وهم يتربصون بأنفسهم صراع الغرائز المندلع فأي من الغرائز تنتصر الإنسانية أم حب البقاء ، غير أن أطوار المسرحية انتهت بانتصار حب الإنسانية لافتة انتباه واهتمام الحضور من محبي الفن الرابع، كما نالت إعجاب الجمهور الذي غصت به قاعة المسرح الجهوي لمدينة سكيكدة .
تواصل فعاليات الأيام الوطنية 22 لمهرجان المسرح لمدينة سكيكدة
تجـــاوب محــبي الفــــن الــــرابع مـــــع العـــــروض المقدمــــة
سكيكدة: خالد العيفة
شوهد:495 مرة