لا بـــــــــديـــــــــل عــــــــن تـــــــــضــــــــافــــــــر الجــــــــهـــــــــود والـــــــتــــــــنــــــــســـــــيــــــــق بــــــــين مخــــــــتــــــــلــــــــف الــــــفــــــاعــــــلـــــين الــــــثــــــقــــــافـــــــيــــــــين
يشكّل الكتاب وعلى مرّ العصور عاملا من عوامل رقيّ وتطوّر وازدهار المجتمعات والانفتاح على الآخر، وشكّلت القراءة بدورها عاملا في نشر المعرفة واكتساب العلوم والتزوّد بالثقافة والترفيه..فأولت الدول المتطوّرة مكانة كبيرة للكتاب، وأحدثت ثورة في صناعته والارتقاء به محدثة تغييرات في سوق الكتاب وأنماط القراءة، وهي جهود تواصلت على مدار سنوات، وزادت فاعليتها لا سيما في الوقت الراهن في ظلّ التحدّيات التي تواجه الكتاب مع انتشار التكنولوجيا الحديثة، التي تدفع بالقارئ للتوجّه نحو الكتب الالكترونية..
تعتبر الجزائر من بين الدول التي تراهن اليوم على جعل الكتاب ضمن أولى اهتماماتها، لمواكبة التغييرات الحاصلة في هذا العالم، وهو ما يتجلّى من خلال الاستراتيجية الدائمة التي تنتهجها، عبر دعمها وتشجيع صناعة الكتاب الورقي وتوزيعه لإيصاله إلى أكبر عدد ممكن من القراء، وفتح آفاق مستقبلية لازدهار هذه الصناعة ومنها النهوض بميدان النشر والكتابة والقراءة على حدّ سواء..
وبالرغم من الجهود المبذولة في الجزائر لصناعة الكتاب، إلا أنّ الكثير من أصحاب الشأن يتفقون على أنّ هذا القطاع ما يزال يواجه صعوبات كبيرة وتحدّيات عديدة، وهو ما يتطلّب تنسيق أعمق بين مختلف الفاعلين الثقافيين، ليجد الكتاب الجزائري مكانه اللائق به في الداخل والخارج.
كما اعتبروا صناعة الكتاب في الجزائر قضية متعدّدة الأبعاد وتتطلّب رؤية شاملة لإعادة بناء هذا القطاع الحيوي، من خلال توفير الدعم الرسمي، والترويج الفعّال والاستثمار في الكتب لتجاوز مختلف التحدّيات وفتح آفاق جديدة له.