مناسبة يناير بحاجة إلى تأطير وتنسيق

جامعة بومرداس تبادر ببرنامج هادف ومتكامل

بومرداس: ز - كمال

 سطّرت جامعة امحمد بوقرة بولاية بومرداس إلى جانب عدد من الهيئات والمراكز الثقافية والفكرية، برنامجا احتفاليا خاصة بمناسبة يناير رأس السنة الامازيغية الجديدة، التي ارتبطت بعادات وتقاليد المجتمع الجزائري الضاربة في عمق التاريخ، وتترجم سنويا تجمع العائلات وحرصها على إحياء الفعالية بأنشطة متنوّعة وأطباق ترمز إلى هذا الترابط الاجتماعي، مع ذلك تبقى التظاهرة بحاجة إلى تنسيق وتكامل تماشيا مع البعد الوطني للحدث.

 رفعت جامعة بومرداس هذه السنة الغطاء عن كل المظاهر العشوائية التي كانت تميّز فيما سبق طريقة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية بمظاهرها شبه الفوضوية تقريبا وبعيدة عن التأطير وغامضة الأهداف، وبالتالي سحبت البساط من تحت أرجل بعض الجمعيات التي احتكرت لنفسها هذه المناسبة الوطنية، وفرضت منطقها وبرنامجها الثقافي على السلطات المحلية في عدد من البلديات بالنظر إلى عجز هذه الأخيرة في تقديم برنامج احتفالي متكامل وجامع لكل الأطياف يعكس البعد الاجتماعي والتاريخي لهذه المناسبة الوطنية التي تجتمع تحت مظلتها كل العائلات الجزائرية.  

وحرصا منها على إعطاء المناسبة بعدها الفكري والأكاديمي داخل قالب اجتماعي تاريخي، قدّمت مصلحة النشاطات الثقافية لجامعة بومرداس بالتنسيق مع مديرية الخدمات الجامعية برنامجا ثريا بالأنشطة لفائدة الطلبة والجمهور العريض، وهذا على مدار ثلاثة أيام، حيث كانت الانطلاقة، أمس، بقاعة المحاضرات الكبرى بتقديم جملة من العروض الفنية والثقافية جاءت بدايته بعرض كورال للأطفال بالزي التقليدي، إضافة إلى روبورتاج حول التراث الامازيغي، عروض مسرحية وأمسية شعرية.

كما ضمّ البرنامج أيضا معارض للألبسة التقليدية والحلي، صناعة الفخار، معرضا يبرز نشاط إنتاج الزيتون وزيت الزيتون وأهم أنواع المعدات الفلاحية المرتبطة بيناير وعلاقته القوية بالأرض والرزنامة الفلاحية الامازيغية، معرضا للفنون التشكيلية ومسابقات شعرية وأخرى لأهم الأطباق التي تشتهر بها المنطقة وتتوارثها الأجيال.

كما حرصت مديرية النشاطات الثقافية أيضا على برمجة عدد من المداخلات من تنشيط أساتذة باحثين مختصين في الدراسات الاجتماعية، في محاولة لإبراز الجوانب التاريخية للثقافة الأمازيغية، ومدى عمقها في المجتمع الجزائري الذي لا يزال مرتبطا بهذه العادات التقليدية من خلال مظاهر الاحتفال السنوي أقلها اجتماع العائلة حول طبق الكسكسي الذي يرمز لمناسبة يناير.

مقابل هذا، تركت مديرية الثقافة لبومرداس حرية المبادرة لبعض الجمعيات الثقافية المناسباتية لتقديم برنامج على مقاسها دون إعداد برنامج ولائي شامل لتنسيق النشاط بما يخدم التظاهرة التي تحمل دلالات اجتماعية ثقافية، خاصة وأنّ هذه الثقافة هي اليوم بأمس الحاجة إلى كل إضافة فكرية، ودراسات أكاديمية تساهم في إثراء المشهد والعمل على ترقيتها مستقبلا سواء من حيث اللسان أو كفكر وسلوك ممارس وثقافة حاضرة منذ عقود لدى الفرد الجزائري والوجدان الجمعي بعيدا عن مظاهر التصنع.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024