افتتحت أمس برواق المعارض والفنون لدار الثقافة أبي رأس الناصري بمعسكر، فعاليات الطبعة الـ13 للصالون الوطني للفنون التشكيلية، الذي تشرف دار الثقافة أبي راس الناصري على تنظيمه منذ سنة 2009، والذي شهد انقطاعا الموسم الماضي بفعل الجائحة الصحية، حيث شارك في فعاليات التظاهرة فنانون تشكيليون من 25 ولاية، استعرضوا خبراتهم ولوحاتهم الفنية في عدة أنواع ومدارس تشكيلية من التجريدية إلى الواقعية إلى الخط العربي.
عبّر عدد من الفنانين التشكيلين الذين التقت بهم «الشعب» بمعرض الصالون الوطني للفن التشكيلي بمعسكر، عن سعادتهم بعودة المعارض المناسباتية لأعمالهم الفنية، بعد انقطاع بسبب الجائحة الصحية التي أثرت كثيرا على التسويق لإنتاجهم الفني كما أثرت على مختلف مناحي الحياة والأعمال.
وفي هذا الصدد، قالت الفنانة التشكيلة براهيمي زهراء من ولاية البويرة أن الفن التشكيلي في الجزائر يحتاج إلى التفاتة جادة من أجل تقدير المواهب الفنية وتشجيعها على الإبداع، في حين قال الفنان التشكيلي المتخصّص في الخط العربي خليفي يوسف من ولاية بومرداس عن إشكالية الاستثمار في الفن كمصدر لخلق الثروة، أن الفن التشكيلي لاسيما الخط العربي هو فن بحت قبل أن يكون مصدرا للربح، مشيرا إلى أن إمكانية الاستثمار في هذا المجال ضئيلة جدا في ظلّ غياب الاهتمام وغياب المعارض الدائمة للفنون التشكيلة التي يمكنها التسويق للوحات الفنية، عدا المعارض المناسباتية التي اعتبرها الفنان التشكيلي خليفي يوسف مناسبات لتنمية الموهبة من خلال الاحتكاك بالفنانين وتبادل الخبرات والتجارب بينهم، مضيفا أن هناك العديد من العوائق والمشاكل التي تحيط بالإبداع الفني، لاسيما من حيث عدم توفر أدوات الخط ومدارسه المنعدمة تماما في الجزائر، في وقت يحتل الخط العربي كفن تشكيلي مكانة راقية في مجتمعات أخرى يعتبر فيها هذا النوع من الفنون التشكيلة مصدر دخل مستقل لممارسيه ومحترفيه.
من جهتها الفنانة والمعالجة النفسية باستعمال الألوان قدري نضال من ولاية أم البواقي، في حديثها لـ»الشعب»، رافعت من أجل مكانة خاصة للفن التشكيلي والتربية الفنية في البرامج الدراسية، موضحة أن إهمال التربية الفنية وإقصائها من البرامج الدراسية هو أحد الأخطاء المرتكبة والتي تستوجب الاستدراك العاجل من صنّاع القرار، أمام الانعكاسات الرهيبة للجائحة الصحية والضغوطات الدراسية التي تتسم كثيرا بالحشو وتمدّد حجمها الساعي على حساب مواد تربوية ترفيهية لها أثر بالغ في تربية الطفل - على حدّ قولها ـ موضحة أن هذه المواد الترفيهية لاسيما الفنية والرياضية هي متنفس للتلميذ لإخراج الطاقة السلبية وتكوينه تكوينا سليما، في وقت تحوّلت فيه الفنون التشكيلة كنوع من العلاج النفسي والسلوكي للأطفال والمراهقين.
وأكدت ذات المتحدثة، أن المعارض التشكيلية تحظى بجماهيرية مناسباتية، سرعان ما يهفت الحضور لها، لافتة أنه لتربية جيل صالح ذواق للفن لابد من زراعة بذور الفن في أفراد المجتمع في سنّ مبكرة، وذلك يكون بإعادة التربية الفنية إلى مكانتها الحقيقية في المجتمع والبرامج الدراسية.