أثارت الكاتبة الجزائرية المقيمة ببيروت أحلام مستغانمي استياء كبيرا من بعض التصرّفات التي يمارسها بعض المهنيين من رجال الإعلام والجمهور الأدبي، وعنونتها في فقرة «ضريبة الطيبة» وتقصد بها طيبتها في التعامل والتعاطي مع الجمهور الواسع من محبيها وقراءها في الجزائر وفي الوطن العربي، خلال استضافتها كضيف شرف على هامش الطبعات السابقة لصالون الكتاب.
أظهرت صاحبة الرواية العالمية «ذاكرة الجسد» امتعاضها من بعض السلوكيات التي تسبّبت في إحراجها واستغلال طيبتها، وقالت في هذا الشأن عبر تغريدة نشرتها على صفحتها الافتراضية إنها بعد اختتام كل طبعة من صالونات الكتاب تقريبا، تصاب بانتكاستين، الأولى صحيّة، لأنها أياً كان الوضع فهي لا تقبل أن تردّ قارئا، وأضافت «بل وأسمح لعشرات القراء وأحيانا المئات بضمي واحتضاني والتقاط صور معي، وحدث ذات عام أن مرضت بعد معرض للكتاب في الجزائر مرضا كاد يودي بي، فقد كان التلفزيون يبث إعلانات تحذيرية تفرض التباعد، بسبب فيروس خطير انتشر آنذاك لكني لم ألتزم بها، بل دائما ما أستقبل في جناحي الكثير من القراء الذين لهم طلبات خاصة، حتى أني لا أكاد أغادر الفندق».
كشفت كاتبة رواية «عابر سرير» أن الانتكاسة الثانية التي تسببت لها جراء استغلال طيبتها عند ما عبّرت عن رغبتها في التواصل مع محبيها وجمهورها، بأنها لم تكن يوما تشعر أنها بعيدة عن أبناء الشعب وأكدت أن «هناك دوما من يستغل طيبتي وحيائي، ويسرق مني تسجيلاً أو مقابلة غصبا عني، دون أن أكون مستعدة لذلك، بل هناك من ينسب لي مقابلة وحوارا لم أجره معه أصلا».
أشارت الروائية أحلام مستغانمي إلى حادثتين وقعتا لها الأولى بطلها أحد المراسلين الصحفيين لجريدة تونسية، عندما نشر لها حوارا في أحد المواقع الالكترونية وهو لم يحدث إطلاقا مثلما تقتضيه الأعراف المهنية، أما الحادثة الثانية مع قناة جزائرية، حيث قامت هذه الأخيرة بالترويج لبرامجها من خلال حوار أجرته صحفية من ذات القناة التلفزيونية لكنه خرج عن أدبيات العمل المهني واستغل الحوار استغلالا ذريعا في غير موضعه، وصنعت منه ضجة إعلامية وكان عليّها أن تناضل لحذف إشهارها».
في ذات السياق، قالت مستغانمي إن هناك من استغل طيبتها ودبّر حيلا لمجرد الالتقاء بها مستغلين قلبها المرهف وطيبة خاطرها، حيث إن هناك من طلبت منها الالتقاء بها، لأنها تعاني من مرض نادر وخطير، موضحة أنها «قبلت أن أستقبلها في جناحي، وإذا بها تأتي برفقة صحفي لا أعرفه فوجدتني أدلي إليه بحوار «مسروق» من تعبي وخلوتي آخر النهار، ومن دون أن أكون جاهزة لذلك وأصبحت أراه في كل المواقع، فما كنت أدري بشهرة ذلك الإعلامي في الخليج، وثمّة قصص أخرى أدهشني أصحابها، وأستحي أن أذكر ما يشي بهم كي لا أجرحهم، فالبعض استباحني بمحبّة، فهناك من يعتقد أنّ الإنسان الطيب لا يعي نوايا الآخرين، في الواقع هو حَييّْ أي يمنعه حياؤه من مواجهتهم».
في الأخير أكدت الروائية أحلام مستغانمي أن الأضواء الكثيرة أتعبتها كثيرا، في إشارة إلى تغير العالم، حيث تخشى أن يأتي يوم لا نجد فيه مكانا للطيبين.