نظّم أول أمس المسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي حفل افتتاح الأسبوع الثقافي التنزاني، تزامنا للذكرى «60» لاستقلال أراضيها، وذلك بإشراف سفير تنزانيا بالجزائر اللواء جاكوب ديديو كينغو، وبحضور شرفي لأول سفير للجزائر بتنزانيا عام 1963 نورالدين جودي، إلى جانب ممثلي سفارة هذا البلد ونخبة من الطلبة التنزانيين المقيمين بالجزائر، حيث أقيم على هامش الحفل معرض يسلط الضوء على بعض العادات والتقاليد، لاسيما المنتجات الفلاحية واليدوية التي تزخر بها الثقافة التنزانية الذي سيدوم إلى غاية 07 من الشهر الجاري.
في كلمته الافتتاحية وصف سفير تنزانيا بالجزائر اللواء جاكوب ديديو كينغو، علاقة الدولتين بالقوية، القديمة والمتينة وذلك منذ التحرّر من الهيمنة الاستعمارية الفرنسية لأفريقيا، كما أشار في سياق كلمته بأن الدولتين تعملان على تعزيز العلاقات الثقافية والاقتصادية والسياحية والعلمية، وبأن الجزائر باتت اليوم مقصد شركائها الأفارقة، حيث تعكف منذ سنوات على استضافة طلبة تنزانيين في جامعاتها لمزاولة دراستهم في مجال البحث العلمي، قائلا إنه خير دليل على التبادل المعرفي والعلمي والثقافي الذي سيزداد قوة عبر الزمن.
وفي ذات الصدد، قدَّم أول سفير للجزائر بتنزانيا نور الدين جودي، تهانيه للشعب التنزاني المضياف وللبلد الحر المسالم، الذي احتضنه وزاول فيه مهمته الدبلوماسية عام 1963، وذلك بقرار رسمي من الرئيس الراحل هواري بومدين، كما لم يفوت فرصة التعريف بمواقف تنزانيا التي تتماشى ومواقف الجزائر في كثير من القضايا العادلة، على رأسها فلسطين والصحراء الغربية، وفيما يخص التبادل الثقافي فلقد ذكر السفير الأسبق نور الدين جودي أنه على غرار التقارب النسبي في اللغة العربية التي يلتقي فيها الشعبين، مشيرا بذلك بأن ثلث اللغة التنزانية أو كما يسميها أهل البلد بلغة «الساحلي الصافي» هي من أصل عربي وبأن للبلدين الكثير من نقاط التقاطع والتي توحي بالتلاحم الأفريقي القوي بين الشعبين.
للإشارة، شارك في الحدث المقام ببهو المسرح الوطني الجزائري والذي يستمر طيلة أسبوع كامل، ثلة من الطلبة التنزانيين المقيمين بالجزائر، الذين أشرفوا من خلال المعرض على التعريف بالتنوع الثقافي للبلد الصديق، حيث تم عرض منتجات فلاحية من بينها القهوة والشاي التنزانيين الأصليين، والأسماك المجففة وبعض التوابل والبقوليات، إلى جانب طاولة خاصة بالتعريف باللباس التقليدي التنزاني المعروف باسم «ماساي»، كما ضمّ المعرض كتب ومجلات حول الثقافة التنزانية، وكل ما يتعلق بتحفيز المستثمرين الجزائريين للاستثمار في تنزانيا، وهو فرصة كما أشار إليها أحد الطلبة العارضين، للتعريف بتنزانيا كدولة وكوجهة سياحية اقتصادية للمستثمرين الجزائريين، وذلك نظرا لما ما يتميز به هذا البلد من وجهات سياحية كجزيرة «زنزبار» التي استقلت عام 1963، إلى جانب منطقة «تنقانييكا» التي ستحتفل قريبا بذكرى استقلالها الموافق لـ09 ديسمبر 1961، حيث عرفت هاتين المنطقتين عام 1964 تلاحما وتوحدا وتمّ على إثره الإعلان الرسمي على دولة تانزانيا المتحدة.