ديرامشية عبد المجيد حرفي عصامي من الجزائر العاصمة، نحات على الزجاج والكريستال.. كل تحفه منقوشة باليد يعطيها جمالا ورونقا خاصا، ويجعل كل واحدة منها تحفة فريدة من نوعها.
يمتهن ديرامشية عبد المجيد هذه الحرفة الفنية مند 4 سنوات فقط، فبعد خروجه للتقاعد من منصبه كإطار بمؤسسة وطنية، بحث عن مجال يمكن أن يملأ به الفراغ، وقد استطاع كما كشف في تصريح لـ»الشعب» تجسيد فكرته بسهولة بحكم أن له مند الصغر ميولات فنية وعدة مواهب، حيث مارس الرسم والعزف على البيانو والقيثارة، وغالبا ما لازمت اللمسة الفنية أصابعه مند ريعان الشباب..
وبعد التقاعد بدأت ـ يقول عبد المجيد ـ البحث عن نشاط أوظف من خلاله هذه اللمسة الفنية، وانطلقت بالاشتغال على الخشب، حيث كانت في حوزتي معدات يمكن من خلالها النحت أو النقش على الخشب وكذا الزجاج في آن واحد، فقررت يوما أن أحاول نقش رأس حصان على قنينة زجاجية لـ»المايونيز»، وعرضتها على زوجتي التي أحبت العمل وشجعتني على المواصلة على هذا النهج، فقمت بعدها بنحت لوحات زجاجية ومجسمات صغيرة واكتشفت أن لي موهبة ولمسة خاصة في هذا المجال».
وكشف الحرفي، بأنه عصامي في هذا المجال ولم يتلقى أي تكوين أو دروس من أحد، قائلا: «كانت عندي خلفية دروس الرسم التي تعلمتها في صغري، كما كانت لي فرصة التعرف من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على فنانة انجليزية هي حرفية معلمة في المجال، فهي من تصنع الأواني الزجاجية والفخارية وأطقم الشاي للملكة إيزابيل ملكة بريطانيا العظمى. لقد تكرمت بالتواصل معي وعلمتني العديد من التقنيات والحيل الحرفية لإتقان عملي».
وأضاف عبد المجيد بأنه سعى بعد ذلك لتطوير موهبته من خلال النقش على مزهريات وكؤوس شرب العصير، لينتقل منذ مدة قصيرة إلى الرسم والنقش على الكريستال، مبرزا أن الطريقة التي يستعملها في نقش رسوماته على الزجاج تعتمد في بادئ الأمر على الاختيار الأنسب لنوعية الزجاج، الذي لابد أن يكون قابل للنحت، وأشار إلى أنه يقوم بعدها باختيار صورة النقش وفقا لشكل الزجاج، وتليها دراسة نظرية للتحفة وتحضير عقلي يتخيل من خلاله الأبعاد والنتيجة النهائية، وبعدها يبدأ العمل الفني، قائلا «إن هذه الحرفة تعتمد أساسا على احترام أبسط التفاصيل، وعلى الدقة والتوازن في الخطوط والضبط الجيد للرسم على واجهة الزجاج.
وفي سياق متصل، قال عبد المجيد: «لقد قمت بعرض أعمالي بفندق السوفيتال وبدار الأوبرا، ومركز فنون وثقافة برؤساء البحر، وأماكن أخرى للتعريف بهذه الحرفة الفنية التي تبقى مجهولة نوعا ما من قبل الجمهور»، مضيفا بأن الكثيرون يتساءلون إذا كانت هذه النقوش رسوما، وهل تزول مع الماء؟ حيث لا يرونها من الوهلة الأولى كنقوش لدقة ونعومة خطوطها.
وعبّر الحرفي عن رغبته في أن تتاح له الفرصة لنقل ما تعلمه وما يواصل في تحصيله إلى حرفيين آخرين وخاصة الشباب، فهو لا يحتاج لهذا سوى إلى المكان والأدوات اللازمة وقال: «افتقر لمحل خاص بي، وأنا على أتمّ الاستعداد لتكوين الحرفيين إذا ما وفر لي قطاع التكوين والتعليم المهنيين المكان والمعدات والظروف اللازمة»، كما يطمح لأعداد معرض وطني كبيير لتحفه الفنية والتعريف بأعماله في كافة أرجاء التراب الوطني.