أطلقت الشاعرة ريمة شاوي ثاني مولود أدبي لها بـعنوان «الكبرياء كالأسود دوما أنيق»، وهو عبارة عن مجموعة شعرية تضمنت أكثر من 100 قصيدة، عبّرت من خلالها الكاتبة عن مكنونات نفسية وعاطفية، حيث ركزت صاحبة العمل على توظيف تداعيات الكبرياء في أغلب قصائدها، إلا في آخر قصيدة والتي حملت في رسالة مؤثرة تصف فيها رحيل والدتها إلى دار البقاء، وتواسي كل من فقد والديه.
كشفت الشاعرة ريمة شاوي في تصريح لـ»الشعب» بأن المجموعة الشعرية «الكبرياء كالأسود دوما أنيق» الصادرة عن دار المثقف للنشر، جاءت في 105 صفحة وبالحجم المتوسط، حيث قام بإخراجها أحمد منصوري، وأشرفت على تدقيقها اللغوي إكرام مباركي وفق قيادة المديرة العامة سميرة منصوري، وبغلاف من تصميم زكرياء رقاب، حيث أبدع في اختيار أناقة المحتوى الذي توافق كثيرا مع موضوع الكبرياء ـ كما جاء على لسانها ـ قائلة «راقني جدا اكتساح الجزء الأكبر من مساحة الواجهة التي تمثلت في ملامح لوجه امرأة مقنعة تنبض بالهيبة والجمال والقوة والصمود، تعبيرا عن عدم انصهار الجمال وذوبانه أمام مصاعب الحياة وتفاصيلها المتناقضة»، مضيفة بأنه «لكل منكسر أقول له يجب أن تعيش في هذه الحياة ممتنا لبعض اللحظات الحرجة والأوقات الصعبة المريرة التي اجتزتها بمفردك صلبا قويا، ولكل السعادة الوهمية المزيفة ولكل الأشياء والأماكن والمشاعر الخاطئة، ولكل ما مرّ بك دون أن يجعلك أسوأ بل أفضل وأجمل وأكثر صمودا وكفاحا».
كما أشارت المتحدثة إلى أنها اعتمدت في العناوين 105 على الاختصار والاستفهام، معتبرة بأن أفكار القصائد تطلبت ذلك، حيث قالت في هذا الصدد «وظفتُ عناوين جد مختصرة إلا في ثلاثة قصائد فقط من بينها القصيدة رقم 94 التي اخترتها أن تكون عنوان المجموعة، وعليه سيجد القارئ من خلال المضمون بأن العناوين جاءت تارة تخاطب ضحايا الحب وتحثهم على التماسك وعدم الاستسلام للأحزان والآلام، وتارة أخرى سيلمح فيها استفزاز مباشر لمن اختار أن يهدي زهور الود من حدائق الخيانة»، مسترسلة حديثها بأن الكبرياء تجنيد إجباري لابد منه لا محالة، وأن الكبرياء كالأسود في الفخامة والقوة والأناقة والغموض والحزن والتخفي والعظمة والرقي والصمود، و»رغم كل الأغلال والقيود الكبرياء يجعلك صامدا ثابتًا حازما رافعا رأسك عاليا، أمام كل الأعادي، الأقنعة ومتصنعي الود، الكبرياء اكتفاء دون الحاجة للمزيد من والوفاء وقمع ثورات المشاعر والسخف والغباء».
وفي ذات السياق، قالت ريمة شاوي بأن سبب اختيارها لتسمية المجموعة بـ»الكبرياء كالأسود دوما أنيق»، يعود إلى ما تتعرض له فئة من الناس ومن كلا الجنسين من ظلم وقهر وغدر وأذية، من طرف محترفو الاستغلال العاطفي الذين هم في الحقيقة لا يعلمون بأنهم يعانون من أمراض نفسية التي أصبحت تشكل جزءا كبيرا من شخصيتهم، وللأسف تفشت رغم عدم ظهور علاماتها إلا لضحاياهم كالنرجسية، وما ماثلها من عقد نفسية، في حين وجهت المتحدثة عبر هذا العمل عبارات لشحذ الهمة والنهوض مجددا بعد كل انكسار، كما جاء على لسانها في هذا السياق: «منحت لمجموعتي الشعرية اسم الكبرياء كالأسود دوما أنيق» فالكبرياء هو الافتخار والاعتزاز بقدرتنا على الصمود وتجاوز كل العثرات والنهوض وألا نكون كتابا تافها مفتوحا على أرصفة الطرق أمام كل العابثين والعابرين»، كما أضافت: «عليك عزيزي الإنسان أن تدرك عظمة نفسك مهما تكن مكسور القلب أو مكسور الجناح، وتكمل المسير كأن شيئا لم يحدث فذلك النجاح بعينه، كن عزيز النفس، قدس نفسك كن متيما بها، فالكبرياء كلما أصابك خدش سوف ترمم نفسك بنفسك، والكبرياء كالأسود رغم جمال ورونق باقي الألوان ومدى تأثيرها الجذاب على العيون والطاقات الإيجابية، إلا أن الأسود يبقى سيد الألوان ودون منازع».