مع التركيز على الوسائط الإلكترونية

مســـارات الإعـلام الثقـــافي تحــت مجــهر الأكــــاديميين

أسامة إفراح

يسلّط أكاديميون الضوء على الإعلام الثقافي في عصر الرقمنة، وذلك في ملتقى دولي حول «سؤال الإعلام الثقافي زمن الواقع الرقمي: مساراته وخياراته»، ينظمه مخبر الدراسات الاتصالية والإعلامية بجامعة مستغانم. وفي هذا الصدد، يؤكد لنا المشرف على التظاهرة، أ.د.العربي بوعمامة، أنها مناسبة لفتح باب النقاش بخصوص رهانات الإعلام الثقافي وأسئلته الجديدة في ظل الوسائط الرقمية، والثقافة بكل مكوناتها الإبداعية وأشكالها التعبيرية.

ينظّم مخبر الدراسات الاتصالية والإعلامية بجامعة عبد الحميد بن باديس بمستغانم ملتقى دوليا عنوانه «سؤال الإعلام الثقافي زمن الواقع الرقمي: مساراته وخياراته». ودعا المشرف على الملتقى، أ.د.العربي بوعمامة، الباحثين والمهتمين، إلى إرسال مقترحاتهم وملخصاتهم للمشاركة في التظاهرة المنظمة منتصف أفريل من السنة المقبلة.
وحسب البروفيسور بوعمامة، فإن هذا الملتقى الأكاديمي يأتي لفتح باب النقاش بخصوص رهانات الإعلام الثقافي وسؤالاته الجديدة في ظلّ الوسائط الرقمية، وليُغني الإشكاليات المتعلقة بالثقافة بكل مكوناتها الإبداعية وأشكالها التعبيرية وتجلياتها الجمالية وأنماط العلاقات والمعاني التي تربطها بوسائط إنتاجاها وتداولها الإلكترونية.
ويرى محدثنا أن الإعلام الثقافي يتمثل في نسق الإعلام المتخصّص الذي يتناول المسائل والفعاليات والظواهر المتصلة بالشأن الثقافي وترتيباته، ويتوجّه هذا النمط من الإعلام إلى مختلف أنواع الجمهور العام أو الجمهور المخصوص بنوعه والمهتم بالمسائل الثقافية، حيث يضطلع الإعلام الثقافي برصد وعرض، وتحليل، ونقد والتفاعل مع مختلف الانتاجات والنشاطات الثقافية وإيصالها لجميع فئات المجتمع.
كما يسعى الإعلام الثقافي في مجمل مفاصله إلى مواكبة التحولات التي تمسّ بنيات النشاط الثقافي والسياسات الثقافية في صيرورتها المختلفة، وتفاعلاتها مع باقي القطاعات المجتمعية، والمساهمة في تعضيد الذائقة الثقافية الجمعية. وبذلك نلمس أن آفاق التدخل التي يُحددها الإعلام الثقافي اليوم لنفسه واسعة وتشمل عدة مجالات وتخصصات، حيث يُحدد الإعلام الثقافي لنفسه مهمة متابعة مستجدات الحياة الثقافية وأجنداتها ورهاناتها وتحدياتها على المستويات المحلية بدون إغفال التظاهرات والفعاليات الإقليمية والدولية، ولا يتردّد هذا النوع من الإعلام لتحديد مهمة إضافية لنفسه وهي دعم الفاعلين الثقافيين عن طريق تغطية نشاطاتهم والتعريف بمجالات اشتغالهم والعمل على تسليط الضوء على إسهاماتهم.
وتأخذ صبغة التدخل الإعلامي في المجال الثقافي طابعا أكاديميا متخصصا وطابعا تعميما استراتيجيا يتمثل في ربط المتلقي العادي بالحركية الثقافية وتهذيب ذائقته الفنية، ودمقرطة الثقافة وتوصيلها، وتمكين أكبر عدد ممكن من الجمهور غير المتخصص من التفاعل مع المنتوج الثقافي بتلوناته المختلفة، ومواكبة حركية الحقل الإبداعي والثقافي والفني.
من جهة أخرى، يحتدم النقاش راهنا حول الظواهر المرتبطة بالإعلام الرقمي، ومستقبل العلاقة بين المتلقي ووسائط الإعلام وإيقاعاتها في ظل المعطيات الجديدة، خصوصا بعد تمكّن فئات واسعة من الجمهور من الانخراط في دينامية إنتاج المعلومة وإغنائها، إذ أن البحث في سؤال التعبير الرقمي الجديد وأشكاله التي أفرزتّها التحولات التقنية المتسارعة من خلال حواملها الالكترونية الجديدة، مما يستدعي استتباعا مساءلة مستقبل الأسئلة الثقافية وكيفيات تفاعل الإعلام معها ورهانات تغيّر الوسيط التقني المُستعمل في إنتاج الإعلام الثقافي والمادة الإعلامية الثقافية وتلقيها في ظل التحولات الرقمية الراهنة.
ويضيف بوعمامة أن الملتقى سيعالج محاور رئيسية هي: مفهوم ومحددات الإعلام الثقافي، وتقاطعات الإعلام والحقل الثقافي، والإعلام الثقافي التلفزي/المكتوب من رؤية نقدية، والإعلام الثقافي بين الحوامل الكلاسيكية والحوامل الرقمية، وأخيرا مشهد الإعلام الثقافي ضمن الفضاء الرقمي، بين رهانات الحضور والاستمرار.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024